136

Nafahat Canbar

نفحات1

Genre-genre

[وفاته ومراثيه]

وتوفي صاحب الترجمة في شعبان سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، ودفن جوار مسجد الظلعي في كوكبان ورثاه جماعة من الفضلاء منهم الفقيه أحمد الزهيري [96-أ] بقصيدة رائية طنانة مستهلها:

رزء ألم وحادث غدار

ورزية هي أم كل رزية

عصفورها مستنشر وخضجرها ... ومصيبة عميت لها الأبصار

تبقى وتفنى دونها الأعصار

مستأسد ونسيمها إعصار

ولصاحب الترجمة شعر قليل جيد فمنه ما قاله في تشبيه القهوة في الفنجان، وعليها المصطكى وقد خاض فيه آل إسحاق ومن تبعهم واجتمعت من ذلك كراسة لطيفة مسماة ب(سلافة النشوة)[59-ج].

وثغر ذا الدهر إن تبسم لي

وأصبحت شجر الأفراح يانعة

ولاح كالفجر تحت الليل حين بدا

وأحضرت قهوة للأنس جالبة

وجاء بالكأس من أهواه حين بدت

وقال شبه ولا تأتي بما سمعت

فقلت كالمقلة الشهلا فإن بها

أو أن جيش الهنا باد فذا علم

أولا فقل زرد صاغرة من ذهب

أو هيئة الشمس إن حدقت طرفي في ... عن موقف حفل بالملح والظرف

لكل ملتقط منها ومقتطف

من مالكي وجهه في جعده الوحف

صار السرور لها والبشر في كنف

مطارق المصطكا تعلوه كالسجف

أذناك من كلم كالدر في الصدف

لمن تأمل تمثالا وليس خفي

في الكأس ينثره ثغر لمرتشف[32ب-ج]

قد ألبست خشية من شارب لهف

تمويهها حين أن تبدو من السدف

وله في التشبيه:

وروض هبت الأرياح فيه ... وعانقت الغصون الباسقات

فلم أر كالنسيم لجمع شمل ... يؤلف بين أرباب الشتات

فكذب من يقول الريح واش ... فما الواشي يكون بذي الصفات

[وله:

أركب إلى الوصل أماد كنت ذا شغف

دهم الليالي مهما كنت ذا حذر

مخافة العين فابذلها إذا طلعت

من قبل تجري أو تضنيك بالسهر

وله في تشبيه أثر الشتاء بنجد المحبوب:

ما أثر البرد بخد الذي

أهواه إلا كي يتم النظير

فإنه نار ولا بد أن

يعلوا على النار رماد يسير

أو أن سقط الزند من لوعتي

طاف على ماء المحيا النضير

وله في التشبيه:

كأنما العارض لما بدا

كتائب قد صففت للقتال

ورعدها والبرق قد شابها

Halaman 180