125

Nafahat Canbar

نفحات1

Genre-genre

وكان لا يرضى بأكل ما يسد رمقه من عند إخوته أو لبس ما يستر عورته إلا بعد أن يعمل لهم أشق الأعمال، ويتولى غسل ثيابهم، وتربية أولادهم وغير ذلك، واشتهرت عنه كرامات كثيرة عديدة مع نفوره عن الإتصال بالناس، وعن من يريد التبرك به أو التماس الدعاء منه أو نحو ذلك.

قال القاضي أحمد بن محمد قاطن:(1) إني حدثت نفسي في بعض الأيام بأن صلاة الجمعة والجماعة لعلها تفوته ولم يشعر أحد بما حدثت به نفسي فلم ألبث أن جاء الفقيه أحمد بن سعيد الحطوار، وهو رجل فاضل يقرأ علي في النحو فأخبرني أنه صلى الجمعة في مؤخر الجامع بجانب الفقيه أحمد الراعي وأنه سلم عليه وأمره أن يسلم علي، وأن يقول لي أنه يحضر الجمعة والجماعة.

[بعض كراماته]

قال القاضي (2) وأخبرني من أثق به عن بعض أهل صنعاء أنه دخل من بير العزب بعد صلاة المغرب، وأراد الدخول من (باب اليمن) أحد أبواب صنعاء المعروفة، فوجد الباب قد أغلق فحصل معه قلق عظيم واعتراه ذل ووحشة فبينما هو يفكر في أمره عند المقابر إذ رأى شخصا وبيده فانوس، وقد جاء من جهة جبل نقم فأنس به، وقصده فإذا هو الفقيه أحمد الراعي فأخبره أن (باب اليمن) قد أغلق، فأجاب الفقيه أحمد بأنه مفتوح، وإنما تخيلت أنه قد أغلق، ثم أنه قبض على يده ودخلا جميعا من باب اليمن، ورآه مفتوحا، فلما فارق الفقيه أحمد رجع إلى الباب ينظره فوجده مغلقا، فسأل الموكلين به فأخبروه أن له مدة طويلة من حين أغلق، وأنه لم يفتح، ولم يروا أحدا دخل منه، انتهى كلام القاضي[30ب-ب] (3) .

قلت: وسمعت أنه استكتمه ذلك وأمره أن لا [54ب-ج] يخبر به أحدا واشتهرت عنه كرامات أخرى.

[وفاته]

Halaman 169