في أية ساعة جئت الينبوع متعطشا أجد الماء الحي المتدفق من فم الينبوع متعطشا أيضا،
فيشربني هذا الماء كما أشربه.
وقد خيل إلي البعض منكم أنني عيوف حيي، فلا أقبل عطية من عطاياكم.
على أنني بالحقيقة أكره قبول الأجور، ولكنني لا أرفض العطايا.
وإنه غير خاف عليكم أنني كنت أتقوت بأثمار العليق والتوت بين التلال، في حين أنكم كنتم ترغبون في أن أجالسكم حول موائدكم.
وكنت أنام في رواق الهيكل في حين أن كلا منكم كان يفرح لو يتاح له أن يئويني في بيته.
ولكن أليست محبتكم الشديدة الممزوجة بدموع العناية بأيامي وليالي هي التي جعلت الطعام حلوا في فمي، وحفت نومي بالوحي والأحلام؟ •••
لأجل هذا أبارككم من أعماق قلبي؛
لأنكم تعطون كثيرا ولا تعرفون أنكم تعطون شيئا.
الحق أقول لكم، إن اللطف الذي ينظر إلى ذاته في مرآة ينقلب حجرا، والعمل الصالح الذي يسمي نفسه بأسماء جميلة يصير والدا للعنة كريهة.
Halaman tidak diketahui