لذلك لا تستطيعون أن تضعوا حدا يفصل بين الأشرار والصالحين، أو الأبرياء والمذنبين؛
لأنهم يقفون معا أمام وجه الشمس، كما أن الخيط الأبيض والخيط الأسود ينسجان معا في نول واحد.
فإذا انقطع الخيط الأسود ينظر الحائك إلى النسيج بأسره ثم يرجع إلى نوله يفحصه وينظفه. •••
لذلك، إذا جاء أحدكم بالزوجة الخائنة إلى المحاكمة، فليزن أولا قلب زوجها بالموازين، وليقس نفسه بالمقاييس.
وكل من شاء أن يلطم المجرم بيمينه يجدر به أولا أن ينظر ببصيرة ذهنه إلى روح من أوقع الجرم عليه.
وإن رغب أحد منكم في أن يضع الفأس على أصل الشجرة الشريرة باسم العدالة، فلينظر أولا إلى أعماق جذورها.
وهو لا شك واجد أن جذور الشجرة الشريرة، وجذور الصالحة، وغير المثمرة، كلها مشتبكة معا في قلب الأرض الصامت.
أما أنتم أيها القضاة الذين يريدون أن يكونوا أبرارا، أي نوع من الأحكام تصدرون على الرجل الأمين بجسده السارق بروحه؟
أم أي عقاب تنزلون بذلك الذي يقتل الجسد مرة ولكن الناس يقتلون روحه ألف مرة؟
وكيف تطاردون الرجل الذي مع أنه خداع ظالم بأعماله، فهو موجع القلب ذليل مهان بروحه؟ •••
Halaman tidak diketahui