وإذا تذمرت وأنت تعصر عنبك، فإن تذمرك يدس لك سما في الخمرة المستقطرة من ذلك العصير.
وإن أنشدت أناشيد الملائكة، ولم تحب أن تكون منشدا، فإنما أنت تصم آذان الناس بأنغامك عن الإصغاء إلى أناشيد الليل وأناشيد النهار.
الفرح والترح
ثم قالت له امرأة: هات لنا شيئا عن الفرح والترح.
فأجاب قائلا:
إن فرحكم هو ترحكم ساخرا.
والبئر الواحدة التي تستقون منها ماء ضحككم قد طالما ملئت بسخين دموعكم.
وهل في الإمكان أن يكون الحال على غير هذا المنوال؟
فكلما أعمل وحش الحزن أنيابه في أجسادكم، تضاعف الفرح في أعماق قلوبكم؛
لأنه أليست الكأس التي تحفظ خمرتكم هي نفس الكأس التي أحرقت في أتون الخزاف قبل أن بلغت إليكم؟
Halaman tidak diketahui