Nabi Musa dan Hari-Hari Terakhir Tel el-Amarna (Bahagian Pertama): Ensiklopedia Sejarah Geografi Etnik Agama
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Genre-genre
ويبقى لغز المفارقة بين أسطورة استبعاد موسى طفلا، وبين استبعاد الطفل البطل في الأسطورة النمطية، وهو الأمر الذي وجد «فرويد» حله في وضع «موسى» زمن «إخناتون»، وأنه كان بينهما صلة من نوع ما، حيث «ربما كان موسى أحد أعضاء الأسرة الملكية الحاكمة في تل العمارنة» مدينة إخناتون، وربما كان عظيم الطموح قوي التصميم، وبحكم مركزه السيادي كفرد في العائلة المالكة، فقد كان يحلم بقيادة تلك الإمبراطورية المصرية الواسعة، التي تسيطر على معظم الشرق الأوسط القديم ذات يوم آت، ومن ثم قام يؤيد الديانة التي دعا إليها سيده الملك بشدة، واعتنقها بتفان، لكن بموت إخناتون وارتداد مصر إلى آلهتها التقليدية، كان على ذلك النبيل الملكي «موسى»، أن يتنازل عن أحد أمرين عزيزين عليه: فإما أن يتنازل عن عقيدته، ليأمن شر كهنة آمون ويعيش أميرا في القصر بعد الارتداد، وبذلك لن يحقق شيئا بسبب تاريخه وعلاقته بالفرعون إخناتون، والتي لا شك ستكون لعنة دائمة تجعله يعيش في القصر - إن عاش فيه - مراقبا منبوذا، وإما أن يرفض مصر المرتدة عن عقيدة التوحيد، ويتمسك هو بهذه العقيدة وبحلمه القيادي معها، ومن ثم يرى فرويد أن الأمير المصري موسى ذا الأصل الملكي اتخذ قراره التاريخي، فأضاع وطنه وتمسك بآماله وطموحاته، بالتخطيط لتأسيس إمبراطورية جديدة، يعطيها ديانة آتون التي رفضتها مصر، كان يريد أن يقف ببطولة نادرة في وجه القدر، باحثا عن تعويض عما أصابه بانهيار ديانة التوحيد الإخناتونية في مصر.
وربما كان «موسى» آنذاك حاكما أميريا للإقليم الحدودي، الذي ذكرته التوراة باسم «جاسان»، كمسكن لبني إسرائيل وقت سقوط إخناتون، حيث استقرت بعض القبائل السامية منذ أيام الهكسوس، وهناك قرر موسى اختيار شعبه الذي سيعطيه عقيدته وطموحاته، لقد اختار أولئك العبيد.
وهكذا قاد الأمير المصري «موسى»، عبيد جاسان الساميين خارجا بهم من مصر، في فترة خلو العرش بعد موت «إخناتون»، حيث لم تكن هناك سلطة مركزية لتضع العصا بين عجلاته، وهو ما يعني رفض «فرويد» لقصة مطاردة المصريين للخارجين، التي ذكرتها التوراة؛ لذلك لا بد أن يكون الخروج قد حدث بين عامي 1358 و1350ق.م. في الفترة الواقعة بين نهاية «إخناتون» وبين اعتلاء «حور محب» العرش وتوطيده سلطان الدولة، وهو زمن حكم الملك الصبي سمنكارع، ثم الصبي توت عنخ آمون، ثم آي بقية أسرة العمارنة الضعيفة، ولم يكن أمام هؤلاء الخارجين هدف ممكن سوى فلسطين، حيث العشائر السامية، التي تمت بصلات قرابة جنسية للبدو الخارجين من مصر.
41
أما أبلغ دليل على مصرية «موسى»، فهو إشارة التوراة لثقل لسانه؛ مما اضطره للاستعانة بهارون، «الذي تزعم الأسطورة التوراتية أنه كان أخاه»، وهو ما يعني أن «موسى» كان يتكلم لغة غير أولئك البدو الساميين، الذين كانوا يقطنون «جاسان» تحت إمرته كحاكم إقليمي، ومن ثم كان اتصاله بهم بحاجة إلى مترجم، وهو ما يعني «أن «موسى» كان مصريا، لا يعرف لغة هؤلاء العبيد، الذين كانوا يتكلمون العبرية».
وكان «فرويد» يعلم الخلاف الخطر في أطروحته، بين «موسى» الذي يقدمه لنا كمصري مهيب، يهب بدو «جاسان» ديانة صارمة قوية، تحرم تماما جميع طقوس السحر والشعوذة، وبين «موسى» التوراتي، الذي يجعل من تمثال الثعبان إلها للشفاء، لكنه ذاته هو التفسير للتناقض بين الإله «آتون» السمح الراقي الرءوف، وبين «يهوه» إله التوراة الذي يسكن جبلا كالشياطين، قاسيا، ناريا، لا يرحم،
42
ومن ثم يجب علينا أن «نفترض مرحلة كان فيها المصري «موسى» بكل جلاله، مستمرا حتى اختفى بالموت في سيناء، ثم تستأنف التوراة قصتها بموسى آخر وهمي، يمد حياة «موسى» المصري الأصلي، وتنسب إليه كل الخرافات التوراتية، وقسوة البدو وربهم الشيطاني».
وقد استند «فرويد» في ذلك إلى استنتاجات «سيلين» في كتابه «موسى وأهميته في تاريخ بني إسرائيل اليهودي»، وأهمها أن سفر «يشوع» ينبئ عن نهاية مفجعة لموسى، أثناء تمرد قام به الشعب البدوي العنيد المشاكس، وأن الدين الذي أسسه تم هجره والنكوص عنه فورا،
43 (وهو الأمر الذي حدث لإخناتون من قبل)، ومن ثم يتمسك «فرويد» بكشف «سيلين»: «أن ديانة «موسى» المصري الهادئ الدافئة، قد تم هجرها بعد اغتياله»، ثم انضم الخارجون من مصر، إلى قبائل أخرى نسيبة في قادش بسيناء، «حيث اعتنق الخارجون ديانة أقاربهم القوادش؛ ديانة يهوه»، وهناك تم الانصهار والامتزاج بين الشعبين، الذي أنتج شعب إسرائيل، ويرى أن ذلك قد تم بتأثير أنسباء «موسى»، المديانيين القاطنين في تلك المنطقة، وبعد فترة امتدت أربعين عاما، عندما استشعروا بأنفسهم قوة كافية، شرعوا في غزو فلسطين.
Halaman tidak diketahui