Nabi Musa dan Hari-Hari Terakhir Tel el-Amarna (Bahagian Pertama): Ensiklopedia Sejarah Geografi Etnik Agama
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Genre-genre
وإذا كان النص هنا لم يوضح جنس هذا اللفيف، فإن البحث وراء الأمر في الكتاب المقدس، يكشف لنا عن جنس هذا اللفيف، في حديث لموسى أمام شعبه في قادش، وهو ما لم يذكره سوسة، حيث وقف يخطب فيهم ويردد على مسامعهم وصايا الرب، ومن بين تلك الوصايا الوصية التي تقول:
لا تكره مصريا لأنك كنت نزيلا في أرضه، والأولاد الذين يولدون لهم في الجيل الثالث، يدخلون منهم في جماعة الرب. (تثنية، 23: 7)
وهو ما يعني وجود مصريين بين الخارجين. المهم يقول «سوسة»: إنه قد بقي بعد تحرير مصر من الهكسوس شراذم أسرى، لا يمكن تصنيفهم جنسيا، كما لا يمكن القول إن هؤلاء الباقين هم تحديدا بنو إسرائيل فقط، ويرى «سوسة» أن هؤلاء قد أخذوا بديانة التوحيد الآتونية، التي تدعو إلى عبادة إله واحد باسم «آتون»، والتي دعا إليها الفرعون «آمنحتب الرابع/إخناتون»، وقد أدى سقوط «إخناتون» وانهيار ديانته إلى اضطهاد تلك الجماعة، فحاصرهم «تثموزيس» كما قال «مانيتو» في مدينتهم «حواريس»، وقد احتسب «سوسة» أن «تثموزيس» هو «تحتمس الثالث» (1501-1447ق.م.) الفاتح المصري المظفر، وهنا أول سقطاته الشديدة، وخبطه، وسوء تقديره؛ لأنه بمقارنة بسيطة مدققة في قوائم الملوك المصرية، كان يمكنه أن يعلم أن «تحتمس الثالث» سابق لإخناتون بحوالي ثمانين عاما، وليس بعده، وأن هناك ثلاثة فراعنة تقع مدة حكمهم في المرحلة الفاصلة بين تحتمس الثالث وبين إخناتون على الترتيب: «آمنحتب الثاني» (1436-1413)، و«تحتمس الرابع» (1413-1405)، و«آمنحتب الثالث» (1405-1367).
ويستمر «سوسة» في عرض نظريته، فيقول: إنه لما فشل «تحتمس الثالث» في التغلب على هؤلاء المتحصنين في حواريس، هذا رغم ما نعلمه عن «تحتمس الثالث» كصاحب أعظم وأنجح حملات عسكرية في الشرق القديم، على وجه الإطلاق، ووصلت حملاته إلى سبع عشرة حملة (14 حملة [المؤلف])، وصل بها إلى عمق شمال سوريا («رتنو العليا» أعلى نهر الفرات [المؤلف])، المهم أن «تحتمس الثالث» لما فشل في ذلك الحصار - فيما يرى سوسة - لجأ إلى مصالحتهم، على أن يخرجوا مع ممتلكاتهم وأنعامهم من مصر.
ثم يؤكد لنا الدكتور «سوسة» أن هذا الخروج كان حملة مصرية بحت على فلسطين، والقول بمصريتهم يدعمه اقتباسه مما ذهب إليه «غوستاف لوبون»، حول وجود عدد كبير من العبيد المصريين الفارين من سادتهم، إضافة إلى بقايا الهكسوس الذين أخذوا بعقيدة التوحيد الآتونية مع هؤلاء المصريين، والجميع عند «سوسة» كانوا يتكلمون المصرية القديمة، ويرى أن «موسى» نفسه - كما ذهب كثيرون - مصري مائة بالمائة، وهو ما سبق وأكده «مانيتو» عن «أوزرسيف»، وبدليل قول بنات كاهن مديان لأبيهن، بعد أن سقى لهن موسى الغنم: «فقلن رجل مصري أنقذنا من أيدي الرعاة، وأنه استقى لنا أيضا وسقى الغنم» (خروج، 2: 19).
ثم يستند «سوسة» إلى أكثر التآريخ عمومية وفضفاضة، فيعمد لتأكيد مصرية موسى، من تاريخ الحضارة لول ديورانت، حيث يقول: إن «موسى» كان اسما مصريا، وإنه اختصار للاسم «أحموس»، وإن «موسى » المصري هذا ذهب إلى العبيد المصريين وبقايا الهكسوس الموجودين بمدينة «حواريس»، وقام بتعليمهم قواعد النظافة المتبعة عند الكهنة المصريين، باعتباره كان كاهنا مصريا كما أفاد «مانيتو»، وذلك لاتقاء شر وباء البرص الذي تفشى بينهم، وكان «موسى» من أتباع «إخناتون» ومن المخالفين للوثنية المصرية، وقد قال «مانيتو»: إن «أوزرسيف» كان كاهنا مصريا خالف ديانة المصريين، وفي المأثور الديني أن ابنة فرعون أقامت عليه أساتذة من الكهنة المصريين، ليفقهوه في علوم المصريين، هذا إضافة إلى ما جاء عند العلامة «ويج»،
37
لينتهي إلى أن «موسى» لا علاقة له بإله اليهود «يهوه»، إنما كان موسى من أتباع «إخناتون» وإلهه «آتون»، وأن نسبة «يهوه» لموسى لون من التزوير التوراتي، كذلك استند «سوسة» إلى آراء «سيجموند فرويد» بهذا الشأن، والتي سنفصلها بعد قليل تفصيلا وافيا، وأهم ما فيها أن تلك الفرقة الفارة من مصر، قد أخذت بعادة الختان، وهي عادة مصرية قح، أخذتها عنهم الشعوب الأخرى، ولم يكن تقرير التوراة لتلك العادة على بني إسرائيل من بعد، إلا «لأن الخارجين كانوا مصريين» بالأساس، كما أخذ بملاحظة فرويد للقب الإلهي التوراتي «آدون»، ومطابقته لاسم إله التوحيد الإخناتوني «آتون».
وإعمالا لكل تلك المقدمات، ينتهي «سوسة» «إلى أن الخروج كان مصريا خالصا»، وأنه كان حملة كأي حملة مصرية معتادة على فلسطين، وكل الفارق بين تلك الحملات جميعا، وتلك الحملة بالذات، هو أن حملة «موسى» كانت منشقة عن الدولة المركزية الأم، ولا تتمتع بالتنظيم العسكري المألوف، ولا بإسناد الدولة، كما لم تكن ضمن أهدافها مصلحة الدولة المصرية، إنما كانت فرارا من اضطهاد المجتمع المصري الوثني.
وعليه، «فإن جماعة الخارجين كانت غريبة على أرض كنعان؛ مصرية، لا صلة لها ببني إسرائيل الذين اختلطوا بالهكسوس عند دخولهم مصر، وذابت بذرتهم وضاعت تماما مع طرد الهكسوس من مصر، فقامت التوراة مع هذا الضياع بتنسيب الجماعة المختلطة الخارجة من مصر، إلى جماعة بني إسرائيل ويعقوب».
Halaman tidak diketahui