Nabi Musa dan Hari-Hari Terakhir Tel el-Amarna (Bahagian Pertama): Ensiklopedia Sejarah Geografi Etnik Agama
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Genre-genre
واختبأ تحتمس الثالث يومين في الجبال، حتى يسمح لجيشه «بعبور المضيق»، وقسم جيشه إلى وحدتين، كان هو نفسه على رأسهما، فوق عربته الحربية المطهمة بالذهب، وخرج عليهم من عند المضيق مباغتا؛ ليجدوه في القلب من صفوفهم، وكان لظهور المصريين المفاجئ أثره، فارتبك جيش الأحلاف، وأخذوا يولون الأدبار تاركين الخيول والعجلات والسلاح، فانهمك أفراد الجيش المصري في الغنيمة، دون متابعة العدو واحتلال المدينة؛ مما أعطى الفرصة للأحلاف للتحصن داخل أسوار مجدو وإغلاق أبوابها، واضطر تحتمس الثالث إلى فرض الحصار على المدينة، بينما تمكن ملك قادش الزعيم من الهرب، وذهب تحتمس الثالث ينتظر تسليم مجدو في مدينة أخرى، فتحت له أبوابها دون قتال، وبعد سبعة أشهر استسلمت مجدو، وخرج أمراء التحالف يحملون الهدايا لتحتمس طالبين السلام، وسلموا كل أسلحتهم ومركباتهم، وعند حضور تحتمس لاستلام المدينة وقف أمامه 350 ملكا، يعلنون خضوعهم لسلطان مصر.
وعاد الفرعون المنتصر إلى عاصمته المصرية في طيبة، بينما كان ملك قادش يعيد تجميع الأحلاف مرة أخرى، فخرج إليه تحتمس الثالث بعد سبع سنوات، ليستعيد نفوذه الذي سبق وأقامه جده عند نهر الفرات، وسقطت قادش وعبر تحتمس الثالث الفرات، «وأقام بجوار نصب جده التذكاري نصبا جديدا، يسجل أخبار انتصاراته»، وبذلك يكون تحتمس الثالث هو الشخص الذي تنطبق عليه عبارة العهد القديم، جملة وتفصيلا وكلمة كلمة، وهي التي تقول عن داود إنه: «ذهب ليرد سلطته عند الفرات، ونصب تذكارا هناك.»
11
ولا يبقى سوى اختلافات طفيفة بين القصة التوراتية وبين القصة المصرية، وهي ما يبرره عثمان بقوله: «أما استخدام كتبة العهد القديم لأسماء أخرى مثل «ربة» بدلا من «مجدو»، و«صوبة» بدلا من (قادش)، فهذا شيء متوقع منهم لمحاولة إخفاء الأصل الحقيقي للقصة، فمدينة ربة هي عمان الحالية عاصمة الأردن، ولم تكن سوى قرية صغيرة غير محصنة في عصر داود، «أما صوبة فلم يتم العثور على موقع بهذا الاسم، في أي من المصادر التاريخية القديمة»، ومجدو (تل المتسلم حاليا حسبما يرى بعض الباحثين)، التي كانت أهم المدن الحربية في كنعان، موجودة داخل الإمبراطورية، التي يقول سفر أخبار الملوك الأول، إن داود أورثها لسليمان، وجاءت نتيجة الحفريات الحديثة لتنكر كل ما نسبه كتبة العهد القديم لداود من انتصارات مزعومة. ومع أنه تم العثور على ما يؤكد دمار المدن، التي تقول القصة بدمارها على يد داود، إلا أن تاريخ هذا الدمار ثبت أنه يرجع إلى عصر تحتمس الثالث في النصف الأول من القرن 15ق.م. وليس إلى عصر داود بعد ذلك بخمسة قرون.»
12
ولنا هنا ملحوظة، وهي أن المعلومات التي خالفت بها التوراة القصة المصرية، ربما لم تكن مخالفة، لو نظرنا إليها من وجهة نظر أخرى، ستأتي في حينها في ثنايا عملنا هذا، «حيث سنفترض لمملكة صوبة مكانا آخر تقع فيه، ووفق هذا الفرض سنكتشف أن مجدو كانت تقع في الجوار منها فعلا، وأن قادش في النصوص المصرية كانت تقع بدورها في الجوار من صوبة، كما أشارت النصوص التوراتية.»
ويتابع عثمان مقارناته فيقرأ بالعهد القديم، أن داود بعدما صار ملكا على كل إسرائيل (يهوذا وإسرائيل)، قام بالاستيلاء على مدينة أورشليم «ذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض، وأخذ داود حصن صهيون وهي مدينة داود.» وتعبير الملك ورجاله لا يشير إلى جيوش جرارة، تفتح البلاد وتهزم الملوك، إنما يشير إلى عصابة تتكون بحد أقصى من 600 مقاتل، وقد اعتمد داود خطة ذكية لدخول مدينة أورشليم المحصنة، فقد كانت المدينة تقوم على هضبة مرتفعة، وكانت تحصل على المياه من نبع في أسفل الوادي بأسفل المدينة، عبر ممر محفور تحت أسوار المدينة يصل إلى عين الماء، وكان يمكن الحصول على الماء أثناء الحصار بهذا الشكل، دون أن يخرجوا من المدينة المرتفعة، وكان داود يعرف هذا الأمر، فأعلن أنه سيكافئ الرجل الذي يمكنه أن يتسلق البئر إلى داخل المدينة، ويفتح أبوابها، بتعيينه رئيسا على رجاله. وهكذا تمكن داود من الاستيلاء على أورشليم، لكن عثمان يعقب بأنه قد «عجز الأثريون عن العثور على بقايا تدعم هذه الرواية.»
13
لكن في واقع الأمر أن عثمان لا يعرف أنه قد تم العثور على ذلك الموقع جميعه، وبتفاصيله الدقيقة مع الأثر الأركيولوجي المدون، الذي يحكي قصة حفر النفق بين المدينة العالية، وبين مصدر المياه البعيد المنخفض.
معروف أن أورشليم التي كانت تعرف بمدينة اليبوسيين، نسبة إلى قبيلة يبوس التي سكنتها، واتخذتها مدينة منيعة وقلعة حصينة، كانت تقع بكاملها إلى الجنوب من أورشليم الحالية، على سلسلة تلال القدس الشرقية، «وقد تطابقت جغرافية المدينة وطبوغرافيتها المكتشفة، مع عرض العهد القديم بشأنها»، فقد بنيت المدينة على الجزء الجنوبي من السلسلة الشرقية، وبني الهيكل على الجزء الأوسط منها ، أما الجزء الشمالي فلم يكن ضمن المدينة القديمة، ويقع حاليا ضمن مدينة القدس، وتحيط بأورشليم التلال من جوانب ثلاثة، كما هو واقع وكما هو وارد في «مزامير، 125: 2»، فإلى الشمال الشرقي يقع جبل المشهد أو جبل المشارف، ويسمى أيضا جبل سكوبس، وإلى الشرق يقع جبل الزيتون، وفي الجنوب جبل المكبر.
Halaman tidak diketahui