Nabi Musa dan Hari-Hari Terakhir Tel el-Amarna (Bahagian Pertama): Ensiklopedia Sejarah Geografi Etnik Agama

Sayyid Qimni d. 1443 AH
117

Nabi Musa dan Hari-Hari Terakhir Tel el-Amarna (Bahagian Pertama): Ensiklopedia Sejarah Geografi Etnik Agama

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

Genre-genre

الفصل الرابع

الأخطاء الكبرى في النظريات المطروحة

أولا:

في عام 1989م تم اكتشاف مجموعة مقابر تضم أربع عشرة مومياء مصرية، كان من بينها لحسن الحظ مومياء الملك مرنبتاح بن رمسيس الثاني، وكان العثور عليها شاهدا ودليلا على أن الرجل لم يختف في لجج البحر المفلوق غرقا، وزيادة في الاحتياط تم افتراض أنه غرق بالفعل، لكن البحر قذف بجثته إلى الشاطئ، أو أن أتباعه قد حملوه ميتا إلى الشاطئ نظرا لقدسيته، حيث حنطوه بعد ذلك ودفنوه؛ ولهذا الاحتمال تحديدا تمت إحالة المومياء إلى الأطباء المتخصصين، وخضعت لبحوث طبية دقيقة، إلا أن كل البحوث أسفرت عن نتيجة واحدة، وهي «أن الفرعون مرنبتاح قد مات ميتة طبيعية، بعد أن عمر طويلا، ولم يعثر إطلاقا على أثر لمياه البحر أو أملاحه أو أي من خواصه بالمومياء» كما لم يعثر على أي إشارة بالمومياء يمكن تأويلها لصالح فكرة الغرق بأي ماء عذب أو مالح.

ثانيا:

بالنسبة لنظرية دي بوا إيميه ومطابقته لبحر سوف التوراتي بخليج السويس، وأن العبور تم من عند العجرود قرب السويس الآن، يعتورها بعض الخلل الواضح؛ لأن كلمة سوف تعني القصب، وهو ما يشير إلى ماء تنمو فيه نباتات القصب (البوص وليس قصب السكر)، وهو أمر لا يتحقق إلا إذا كان هذا الماء مالحا، ويستقبل ماء عذبا من مصدر نهري دائم أو متقطع بما فيه من طمي، أي أن يكون ماء مالحا يصب فيه مصرف يحمل مياها عذبة، وحسب نظرية دي بوا إيميه فإن حوض القلزم الممتد من السويس إلى بحيرة التمساح، لم تظهر فيه أية آثار نيلية، مما لا يسمح بتسمية منطقة العبور عند العجرود والسويس ببحر سوف، «فهو إطلاقا في هذه الحال لا يعرف القصب».

وعلى المستوى الجيولوجي فقد مد دي إيميه خليج السويس/العربي، ليتصل بالبحيرات المرة وبحيرة التمساح، ليضع عند رأسه هيروبوليس التي رآها رعمسيس علما على مدينة المسخوطة، لكن جيولوجيا الأرض المصرية، رغم أنها تعترف بأن ذلك كان واقعا حقيقيا، فإنها تردف أن الانفصال بين الخليج والبحيرات قد تم في أقرب التقديرات فيما قبل بدايات عصر البلايستوسين الأول، قبل زمن الخروج بأزمان، وقبل أن تعرف الأرض دولا وحضارات وممالك.

ثم إنه إذا كانت هيروبوليس هي تل المسخوطة/أبوكيشيد الخشبي قرب الإسماعيلية الآن، مع شبه إجماع الآن على أن تلك المسخوطة هي سيخوت التوراتية، التي تعني المخيم أو العشش أو الحظائر بالعبرية، والمدونة بالنسخة العربية سكوت، فسيكون هناك تضارب واضح يتم التعامي عنه بين هذا المعنى وبين النص التوراتي: «فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت» نحو ستمائة ألف ماش من الرجال عدا الأولاد. (خروج، 12: 37)

وهو ما يعني أن رعمسيس مدينة، وأن سكوت مدينة أخرى، وسكوت تبدو طوال الوقت محطة أولى على طريق الخروج؛ مما يعني أنها لا بد تقع في طريق الخارج من الدلتا إلى الصحراء السينائية، أي يجب أن تقع إلى الشرق أو إلى الشمال الشرقي من رعمسيس وبيتوم معا، ناهيك عن كون الاسم: تل المسخوطة اسما حديثا لا يشير إلى سكوت القديمة، وقد أطلقه الأهالي المسلمون على تل المسخوطة؛ لما بها من تماثيل يعتقد العامة أنها كانت لأشخاص حقيقيين سخطهم الله أحجارا، ويسقط بهذا التخريج القائل إن محطة الخارجين الأولى سكوت هي المسخوطة؛ لأن التطابق اللفظي وحده لا يكفي، بل ويتعارض مع حقائق الجغرافيا.

هذا إضافة إلى إشكالية أخرى تواجه نظرية دي بوا إيميه بشدة، فلو افترضنا أن هناك هبوطا قد حدث بمرور الزمن في مستوى المياه منذ زمن الخروج، مع ارتفاع في اليابس الموجود الآن بين بحيرة التمساح وبين البحيرات المرة وخليج السويس، وهو هبوط شديد بدليل تلك المساحة الكبرى، التي تركها الخليج انسحابه جنوبا، فلا بد أن يكون هناك هبوط آخر قد حدث على التوازي في مناطق بحرية مجاورة، حسب نظرية الأواني المستطرقة، لكن ما نعلمه يقينا أن العكس هو ما قد حدث، والدليل يستمد من سواحل البحر الأبيض المتوسط القريبة، حيث ارتفع الماء وغطى مساحات كانت يابسة، بل وعامرة بالمباني وبالبشر، وهو ما نقرؤه في جغرافية جمال حمدان، حيث كان يشرح جغرافية الساحل الشمالي لمصر، بعيدا عن مشاغل موضوعنا، فيقول: «تعرض النطاق الساحلي الشمالي من الدلتا خلال العصور التاريخية إلى حركة هبوط وانخفاض بالنسبة لسطح البحر المتوسط، أدت إلى غرق وضياع مناطق كثيرة منه، والحركة لا شك فيها علميا، والأدلة المادية والوثائقية والشهادات والشواهد وفيرة، مثلما هي يقينية ودامغة، لكن أسبابها وتفسيرها هي موضع الخلاف؛ فهل البحر هو الذي ارتفع؟ أم اليابس هو الذي انخفض؟ «المهم في الأمر أن البحر نفسه لم ينخفض إطلاقا»، إنما احتمال ارتفاعه هو الوارد، والثبات في مستواه هو المقبول، حيث يجمع الأكثرية على «هبوط الساحل الشمالي؛ مما أدى إلى غرقه تحت البحر، وتحت البحر ترقد الآن المقابر الرومانية الشهيرة بكوم الشقافة

Halaman tidak diketahui