المبحث الرابع
علي بن أبى طالب رضي الله عنه
إسلامه
سبب إسلامه أنه دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه خديجة رضي الله عنها وهما يصليان سواء، فقال: ما هذا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "دين الله الذي اصطفاه لنفسه وبعث به رسوله، فأدعوك إلى الله وحده لا شريك له، وإلى عبادته والكفر باللات والعزى"
فقال له علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمرا حتى أحدث أبا طالب.
وكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفشي سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: "يا علي! إن لم تسلم فاكتم هذا".
فمكث علي ليلته، ثم إن الله تعالى هداه إلى الإسلام، فأصبح غاديا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم على يديه، وكان علي رضي الله عنه يخفي إسلامه خوفا من أبيه، إلى أن اطلع عليه وأمره بالثبات عليه فأظهره حينئذ. أما أبو طالب فلم يرض أن يفارق دين آبائه، وتقول الشيعة: إنه أسلم في آخر حياته.
عن أنس بن مالك قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء، وهو ابن عشر سنين، وقيل: تسع، ولم يعبد الأوثان قط لصغره
ليلة الهجرة
قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة، ينتظر مجيء جبريل عليه السلام وأمره له يخرج من مكة بإذن الله له في الهجرة إلى المدينة، حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي وأرادوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أرادوا، أتاه جبريل عليه السلام وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القوم وهم على بابه. وتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه علي بن أبي طالب.
Halaman 60