قيل له : هذا محال ، لأنهم جعلوا ذلك كالعذر فى تخلفهم ، فلو أرادوا استطاعة أمر سوى الخروج فيما نفوه لكان وجوده كعدمه فى أن لا تأثير [ له ] فى الكلام على وجه من الوجوه ، فيجب أن يكون المراد بذلك ما ذكرناه دون غيره.
ويجب على قول القوم : أن يكون المنافقون فيما ذكروه صادقين ، والله تعالى فى تكذيبهم غير صادق ، لأنهم قالوا : لا قدرة لنا على ما نفعله ، وكذبهم الله فى ذلك ، وكل قول يؤدى إلى مثل هذا فهو باطل!
** 291 مسألة :
إلا على قولنا إنه تعالى لا يجب أن يريد الطاعات التى يعلم أنه لا يفعلها العبد ، بل يجب أن يكره حدوثها ، فقال تعالى : ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ) [46] فبين الله تعالى أنه كره منهم الانبعاث والخروج ، وقد أمرهم مع ذلك به فى جملة المجاهدين (1).
ويدل أيضا على أنه تعالى قد يمنع « مما يأمر به (2)، لأنه قال ( فثبطهم ).
والجواب عن ذلك : أنه تعالى إنما ذكر أنه كره انبعاثهم وخروجهم ، ولم
انظر : نهاية الإقدام فى علم الكلام ، للشهرستانى ص 254.
Halaman 332