271

ويوجب أن يقطعوا بمثله فيمن كثرت طاعاته ووقعت منه فى آخر عمره معصية وكفر.

ويوجب عليهم القول بأن من كثرت معاصيه وزادت على طاعاته ، وهو من أهل الصلاة ، أن يكون من أهل النار قطعا ، وكل ذلك بخلاف مذهبهم.

** 245 دلالة :

على أن الهدى بمعنى الدلالة ، ولذلك قال تعالى بعده : ( دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ) (1) مبينا بذلك المراد بالصراط المستقيم.

وقال بعده : ( ملة إبراهيم حنيفا ) (2) وقد بينا أن تخصيصه بهذا الهدى الرسول وغيره من المتقين والمفلحين لا يمنع من أن يكون دلالة لغيرهم (3).

** 246 وقوله تعالى بعد ذلك :

يفعله ؛ لأنه لو كان مخلوقا فيه لوجب أن يكون خالق ذلك هو الذى جنى عليه إذا كان ذلك مضرة ، فكان لا يصح أن يلام وتقام عليه الحجة ، بأن يقال : ( ولا تكسب كل نفس إلا عليها ) وكان لا يصح أيضا ما ذكره من قوله : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )؛ لأنه كان يجب أن يكون كاذبا ، تعالى الله عن ذلك ، من حيث لا يزر الإنسان إلا بفعل غيره ولأجل ما يخلق فيه. وهذا واضح فى الدلالة على ما نقوله من العدل.

Halaman 272