202

يجوز أن يجعل ذلك عذرا فيهم ، ويكلف مع ذلك الكافر الإيمان مع فقد القدرة ، « ولا يعذره فى (1) ألا يفعل ما لا يطيق ، بل يعاقبه بالنار الدائمة؟ لأن ذلك مما لا يستجاز على السفهاء فضلا على الحكماء.!

ومن وجه آخر. وذلك أنه تعالى خص المستضعفين بأنهم لا يستطيعون حيلة فيما ذكره تعالى من الهجرة ، ولو كان الأمر كما قالوا لكان كل واحد لا يستطيع حيلة قبل أن يفعل الهجرة ، فكان لا يصح لتخصيصهم معنى!

** 170 دلالة :

إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ) [108] يدل على أن المعاصى لا يرضاها الله تعالى ؛ وأنها (2) ليست من قبله لأنه (3) لا يجوز أن يفعل ما لا يرضاه ويسخطه ؛ لأنه ذكر أنهم يبيتون من القول والفعل ، ويعزمون عليه ، وأنه تعالى لا يرضاه ، مبينا بذلك أنهم يعصون فيه.

وذلك يدل على ما قلناه ، لأنه أثبته معصية وذمهم عليه ، من حيث استخفوا من الناس دون الله تعالى ، ثم بين أنه لا يرضاه ، وكل ذلك يبين أن المعاصى ليست برضاه ، ولا هى من قبله ، على ما قلناه.

والآية إنما أنزلت فى رجل خان فى درع ، ثم نسبة إلى يهودى ألقاه فى داره ، ونصره على ذلك قوم من المؤمنين ، فمال الرسول صلى الله عليه إلى براءة ساحته من ذلك ، فأنزل الله تعالى مؤدبا لنبيه عليه السلام : ( ولا تكن للخائنين خصيما ) إلى قوله : ( يستخفون من الناس ) (4) مبينا بذلك أنه لن يخفى عليه

وسبب نزولها مع الآية 109 ، هو ما ذكره القاضي رحمه الله .

وانظر فى تفصيل هذا السبب : الطبرى : 5 / 267 271.

Halaman 203