172

وعنده رحمه الله : (1) أن الشهداء كانوا فى حال هذا الخطاب أحياء فى الحقيقة ويرزقون ، على ما يقتضيه ظاهر الخطاب ، لأنه لا ضرورة توجب ترك ظاهره ، وقد دل رحمه الله على أن هذا هو المراد ، بأنه تعالى بشر رسوله عليه السلام به ولو كان المراد بقوله ( بل أحياء عند ربهم ) الإشارة إلى حال الحشر لم يكن للشهداء فيه اختصاص ، ولا عد ذلك من البشارات ، لأنه (2) معلوم فيهم وفى غيرهم.

** 142 مسألة :

يريد (3) الكفر ، فقال : ( ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ) [176] فبين أنه يريد ألا يكون لهم حظ ، وذلك يقتضى أنه يريد منهم الكفر وأن يصيروا إلى جهنم.

والجواب عن ذلك : أن ظاهره يقتضى أنه يريد ألا يجعل لهم حظا ، وليس فيه ذكر الكفر ، بل يتناقض ظاهره إن لم يحمل على ما نقوله (4)، لأن المريد لا يريد فى الحقيقة أن لا يكون الشيء ، وإنما يريد حدوث الشيء وكونه ، فلا بد من اثبات حذف فى الكلام. فإذا لم يعلم ما ذلك المحذوف لم يكن له ظاهر يتعلق القوم به.

والمراد بذلك : أنه تعالى بين أنهم كفروا وسارعوا إلى الكفر ، وبين أنهم لن يضروا بذلك إلا أنفسهم. ثم قال من بعد : إنه تعالى يريد وقد

Halaman 173