فهم إذا يهربون من التشبيه الصريح بمغالطة لا تجدي، وهم كما بينا لا يبقون الآيات على ظاهرها كما يدعون، ولا يؤولون تأويلا تقبله اللغة العربية، ولذا لا يستطيعون إيراد شيء من كلام العرب فيه شاهد على تأويلاتهم التي زعموها لا في شعر ولا نثر.

وقدعرفنا وعرف البعض من الناس البلاغة والفصاحة كما هي مدونة في مؤلفات خاصة فلم نجد من أساليبها أن العرب يقولون: يد لا كالأيدي، أو جنب لا كالجنوب، أو رجل لا كالأرجل.

وليتهم توقفوا عند ذلك بل صاروا يكفرون من لم يقل مثل قولهم، ويفسر اليد بالنعمة والقوة والسيطرة.

وليتهم توقفوا أيضا عند قولهم ذلك من أن لله يدا ووجها وجنبا وغيره؛ بل وضعوا من الأحاديث ما يظهر شناعة مذهبهم وبشاعته في الله عز وجل كما سنبين.

مع أنهم لو كانوا جهلة مثلا لا يعرفون لغة العرب وأساليبها؛ لكان عليهم أن يقفوا عند الآيات التي قالوا إنهم يحملونها على ظاهرها ولا يتفوهوا فيها ولا بكلمة واحدة؛ فإذا سئلوا عن قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان} [المائدة:64]، عليهم أن يقولوا: هكذا الآية، وليس لنا أي تفسير لها بل نبقيها على ما أراده الله منها ونمرها كما جاءت بلا تشبيه ولا تمثيل،ولا يقولوا نثبت لله يدا حقيقية، وليست بمعنى النعمة أو القوة. ...

Halaman 78