قيل له في الجواب على هذا السؤال: ينبغي أن نعرف كلا من المحكم والمتشابه ليكون الحكم على ما هو معروف؛
فنقول قد عرف علماء الأصول المحكم والمتشابه، فقالوا:
المحكم: قال الآمدي في الإحكام [ج 1ص 237]: أما المحكم فأصح ما قيل فيه قولان:
الأول: أن المحكم ما ظهر معناه وانكشف كشفا يزيل الإشكال ويرفع الاحتمال وهو موجود في كلام الله،
والمتشابه: المقابل له:ما تعارض فيه الاحتمال..الخ
والمتشابه: هو كما عرفت: مقابل المحكم أي انه ما لم يظهر ولم يتضح معناه بل تعارضت فيه الاحتمالات.
إذا عرفت ذلك عرفت أن المحكم هو ما كان متضح المعنى صريحا في عبارته لا يحتمل أكثر من معنى إلا بتعسف وتحريف؛ ولهذا جعله الله أما للكتاب ومرجعا له، ولن يجعله الله كذلك إلا وهو واضح لمن تأمله بدون هوى ولا عصبية ولا زيغ.
وعرفت أن المتشابه هو ما يكون معناه غير ظاهر وله احتمالات متعددة منها ما قد يخالف في بادئ الرأي الحق والمحكم، ولكنه عند التأمل يكون معناه واضحا جليا موافقا للمحكم، ولذا أخبر الله سبحانه أنه لا يتبعه إلا من كان في قلبه زيغ.
Halaman 30