قال باتريك لها منزعجا: «اصمتي!» لكنها لم تستطع السكوت، ورفعت رأسها، وهمست بصوت عال متظاهرة بالنداء في اتجاه نافذة علوية بالمنزل: «يا دكتورة هينشو! تعالي وانظري ما يخبئه باتريك لك!» ومدت يدها متحرشة إلى سحاب بنطاله.
وجب على باتريك مصارعتها لإيقافها وإسكاتها. وضع يده على فمها، ودفعها بيده الأخرى بعيدا عن سحاب بنطاله، فارتطمت أكمام معطفه الفضفاضة الضخمة بها كأجنحة مرفرفة. وما إن بدأ في مصارعتها حتى شعرت بالارتياح؛ فهذا ما أرادته منه، أن يصدر عنه أي فعل. لكن وجب عليها الاستمرار في مقاومته إلى أن أثبت أنه أقوى منها بالفعل. كانت تخشى من ألا يتمكن من ذلك.
لكنه تمكن، وأجبرها على الجثوم على ركبتيها أمامه ووجهها في الثلج. جذب ذراعيها للخلف وفرك وجهها في الثلج، ثم تركها، وكاد يفسد ما فعله. «هل أنت بخير؟ أنا آسف، روز؟»
فوقفت مترنحة، ودفعت بوجهها المغطى بالثلج في وجهه، فتراجع للخلف. «قبلني! قبل الثلج! أنا أحبك!»
فسألها بتأثر: «أحقا تفعلين؟» وأزاح الثلج عن جانب فمها، وقبلها. سألها باندهاش مفهوم: «هل تحبينني فعلا؟»
في تلك اللحظة، انعكس ضوء عليهما وعلى الثلج الذي وطأته أقدامهما، وسمعا صوت الدكتورة هينشو ينادي من فوقهما. «روز! روز!»
نادت عليها بصوت صبور ومشجع كما لو كانت روز قد ضلت طريقها وسط ضباب قريب من المنزل وبحاجة لمن يرشدها إلى العودة. •••
سألتها الدكتورة هينشو: «هل تحبينه يا روز؟ لا، فكري. هل تحبينه؟» كان صوتها مليئا بالشك والجدية. أخذت روز نفسا عميقا وأجابت كما لو كانت روحها مليئة بمشاعر مطمئنة: «نعم، أحبه.» «حسنا، إذن.»
استيقظت روز في منتصف الليل، وتناولت بعض الشوكولاتة. اشتهت روز الحلوى، وكانت تفكر عادة أثناء أي حصة دراسية أو فيلم سينمائي في كعك الشوكولاتة، أو البراوني أو أي نوع من أنواع الكعك التي كانت الدكتورة هينشو تجلبها من المخبز الأوروبي، والتي كانت ممتلئة بقطرات الشوكولاتة المرة الغنية التي تنسكب منها على الطبق. وكلما حاولت التفكير في علاقتها بباتريك، أو عزمت على اتخاذ قرار بشأن ما كانت تشعر به في الحقيقة، تدخل هذا الاشتهاء للحلوى في أفكارها.
بدأ وزنها يزيد، وظهرت بعض البثور بين حاجبيها.
Halaman tidak diketahui