وكان الرئيس قد سئم الانتظار وأمر بإعادة الجلسة، فدخل الناس أفواجا، ووقف بوفور في مكان المتهمين وجلس جيرار في مكان الشهود، فأمر الرئيس أحد الحجاب أن يدخل إليه معاون قاضي التحقيق.
فارتعش جيرار مسرورا؛ إذ كان يعلم أن هذا المعاون رفيق كلوكلو، ودخل المعاون فقال له الرئيس: من أنت؟
قال: إني أدعى بنسون، وقد عهد إلي رئيسي قاضي التحقيق في كربل أن أهتم بقضية فولون. - ماذا تريد أن تقول؟ - لدي أشياء خطيرة وبراهين لا تدحض، ولما كان لي شريك بالوصول إلى هذه النتيجة فإني ألتمس من حضرة الرئيس أن يأمر بإدخاله فيسمع قولنا، وهذا الشريك يدعى كلوكلو.
فأمر الرئيس بإدخاله، فدخل وأحدقت به الأنظار، وقد كان مصفر الوجه كثير التألم من جرحه، فحيا تحية الجنود القدماء وبشكل أضحك الحاضرين، وأمرهما الرئيس أن يتكلما، فرويا له كل ما عرفه القراء بالتدقيق.
حتى إذا فرغا من أقوالهما أمر الرئيس بإدخال داغير، فقال له بعد الأسئلة المعتادة: إنك متهم بقتل الموسيو فولون وإعداد الكمين له بغية سرقته.
قال: إنها تهمة زور. - إنك تنكر وقد قبضوا عليك ملتبسا بالجريمة؛ إذ كيف تجيب عن وجودك في البحيرة وإخراج الكيس منها ومجيئك إليها مرتين؟ - لا أجيب بشيء سوى أني بريء فما أنا القاتل، وهذه البراهين التي تظهرونها غير كافية. - لقد ثبت لنا أن فولون جرح قاتله وأنت جريح من مسدس؛ فماذا تقول؟ - أقول إن هذا غير صحيح.
فأمر الرئيس اثنين من الجندرمة أن يكشفوا عن صدره فظهر أثر الجرح، وسأل الدكتور جيرار أن يقول رأيه في الجرح، فقرر أنه جرح من مسدس، وأن أثره يدل أنه منذ ثلاثة أسابيع.
فسأله الرئيس قائلا: كيف جرحت؟
قال: كنت أقلب مسدسا فانطلق وأصابتني رصاصته.
فقال جيرار: هذا لا يمكن أن يكون؛ فإن المرء لا يستطيع أن يصيب نفسه في هذا المكان.
Halaman tidak diketahui