وكان كل ما تفكر به أن تسرع بالابتعاد عن المنزل كي لا يدركها حين التفتيش عنها.
وما زالت ممعنة في الفرار حتى انتصف الليل، فوجدت نفسها في غابة كثيفة الأشجار، وقد أنهك التعب قواها، فلم تعد تستطيع المسير، وسقطت واهية القوى. بينما كان زوجها يبحث عنها في ظلام الليل وهو ينادي من حين إلى حين: مرسلين، مرسلين.
وفيما هي تلتمس الراحة في الغابة كي تستطيع استئناف السير سمعت صوت رجل يغني، وكل ما اقترب منها زاد وضوحا؛ حتى تبينت أنه صوت كلوكلو.
وبعد هنيهة دنا منها ورأى وجهها على ضوء القمر، فعرفها ولم يصدق عينيه فقال: ماذا أرى؟ سيدتي مرسلين دي مونتكور هنا؟ في هذه الساعة؟!
قالت: نعم، أيها الشقي الناكر الجميل؛ فإني لم أصل إلى هنا إلا بسببك.
فدهش وقال: أنا أنكر جميلكم علي يا سيدتي؟! لا شك أنك محمومة، فتوكئي علي، وإذا كنت غير قادرة على المسير فأمهليني إلى أن آتيك بمركبة.
قالت: بل، أريد أن تجيبني على ما أسألك عنه.
قال: سلي ما تشائين يا سيدتي، فأنت تعلمين أني لا أكذب.
قالت: أتتذكر يوم أعطيتك رسالة في سويسرا كي توصلها إلى الموسيو بوفور؟ فأطرق برأسه دون أن يجيب.
فهزت كتفيه بيديها وقالت: يجب أن تجيب، فماذا فعلت بالرسالة؟ أما أوصلتها لصاحبها؟
Halaman tidak diketahui