40

Mustalah al-Hadith

مصطلح الحديث

Penerbit

مكتبة العلم

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

والأصل فيها الحل، لأنها وسيلة، وقد أذن النبي ﷺ لعبد الله بن عمرو أن يكتب ما سمعه منه، رواه أحمد بإسناد حسن (١) . فإن خيف منها محذور شرعي منعت، وعلى هذا يحمل النهي في قوله ﷺ: "لا تكتبوا عني شيئًا غير القرآن، فمن كتب عني شيئًا غير القرآن فليمحه" (٢) . رواه مسلم وأحمد واللفظ له. وإذا توقف عليها حفظ السنة وإبلاغ الشريعة كانت واجبة، وعليه تحمل كتابة النبي ﷺ بحديثه إلى الناس يدعوهم إلى الله ﷿ ويبلغهم شريعته، وفي "الصحيحين" (٣) عن أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ خطب عام الفتح فقام رجل من أهل اليمن يقال له: أبو شاه فقال: اكتبوا لي يا رسول الله، فقال: "اكتبوا لأبي شاه"، يعني الخطبة التي سمعها من رسول الله ﷺ. ج - صفتها: وتجب العناية بكتابة الحديث؛ لأنها إحدى وسيلتي نقله، فوجبت العناية بها كنقله عن طريق اللفظ. وللكتابة صفتان: واجبة ومستحسنة: فالواجبة: أن يكتب الحديث بخط واضح بيِّن، لا يوقع في الإشكال والالتباس. والمستحسنة: أن يراعي ما يأتي: ١ - إذا مر بذكر اسم الله كتب: تعالى، أو ﷿، أو سبحانه، أو غيرها من كلمات الثناء الصريحة بدون رمز. وإذا مر بذكر اسم الرسول ﷺ كتب: ﷺ، أو ﵊ صريحة بدون رمز، قال العراقي في "شرح ألفيته" في المصطلح: ويكره أن يرمز للصلاة على النبي ﷺ في الخط بأن يقتصر على حرفين ونحو ذلك، وقال أيضًا: ويكره حذف واحد من الصلاة، أو التسليم، والاقتصار على أحدهما (٤) . اهـ. * وإذا مر بذكر صحابي كتب: ﵁، ولا يخص أحدًا من الصحابة بثناء، أو دعاء معين يجعله شعارًا له كلما ذكره. كما يفعل الرافضة في علي بن أبي طالب ﵁ في قولهم عند ذكره: ﵇ أو كرم الله وجهه، قال ابن كثير (٥): فإن هذا من باب التعظيم، والتكريم، فالشيخان يعني: أبا بكر وعمر وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه. اهـ.

(١) رواه أحمد (٢/٢١٥/٧٠١٨٩ وابن خزيمة في "صحيحه" (٤/٢٦/٢٢٨٠) كتاب الزكاة، ٢٩٩- باب النهي عن الجلب عند أخذ الصدقة. وحسنه الألباني. (٢) رواه مسلم (٣٠٠٤) كتاب الزهد والرقائق، ١٦- باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم. وأحمد (٣/١٢/١١١٠٠) (٣) رواه البخاري (١١٢) كتاب العلم، ٣٩- باب كتابة العلم. ومسلم (١٣٥٥) كتاب الحج، ٨٢- باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها إلا لمنشد على الدوام. (٤) هو في "شرحه لألفيته" (ص٢٣٧-٢٣٩) . (٥) ابن كثير، هو في "تفسيره" (٣/٥١٧-٥١٨ الفكر) .

1 / 42