وَجَاء عَن الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَغَيرهم مثل ذَلِك فَكَانَ الامام ابو حنيفَة يَقُول اياكم وَالْقَوْل فِي دين الله تَعَالَى بِالرَّأْيِ عَلَيْكُم بِاتِّبَاع السّنة فَمن خرج عَنْهَا ضل وَدخل عَلَيْهِ مرّة رجل من أهل الْكُوفَة والْحَدِيث يقْرَأ عِنْده فَقَالَ الرجل دَعونَا من هَذِه الاحاديث فزجره أَبُو حنيفَة أَشد الزّجر وَقَالَ لَهُ لَوْلَا السّنة مَا فهم اُحْدُ منا الْقرَان وَقيل لَهُ مرّة قد ترك النَّاس الْعَمَل بِالْحَدِيثِ واقبلوا على سَمَاعه فَقَالَ نفس سماعهم للْحَدِيث عمل بِهِ وكا ن يَقُول لم تزل النَّاس فِي صَلَاح مَا دَامَ فيهم من يطْلب الحَدِيث فَإِذا طلبُوا الْعلم بِلَا حَدِيث فسدوا وَجَاء فِي حَاشِيَة ابْن عابدين فِي رِسَالَة رسم الْمُفْتِي وَفِي ايقاظ الهمم للفلاني وَنقل ابْن عابدين عَن شرح الْهِدَايَة لِابْنِ الشّحْنَة الْكَبِير شيخ ابْن الْهمام مَا نَصه إِذا صَحَّ الحَدِيث وَكَانَ على خلاف الْمَذْهَب عمل بِالْحَدِيثِ وَيكون ذَلِك مذْهبه وَلَا يخرج مقلده عَن كَونه حنفيا بِالْعَمَلِ بِهِ فقد سح عَن ابي حنيفَة انه قَالَ إِذا صَحَّ الحَدِيث فَهُوَ مذهبي وَقد حكى ذَلِك الامام ابْن عبد الْبر عَن ابي حنيفَة وَغَيره من الْأَئِمَّة وَأما الامام مَالك ﵀ فَقَالَ إِنَّمَا أَنا بشر اخطىء وَأُصِيب فانظروا فِي رأيى فَكل مَا وَافق الْكتاب وَالسّنة فَخُذُوهُ وكل مَا لم يُوَافق الْكتاب وَالسّنة فاتركوه وَقد اشْتهر عِنْد الْمُتَأَخِّرين قَول الامام مَالك لَيْسَ أحد بعد النَّبِي ﷺ إِلَّا وَيُؤْخَذ من قَوْله وَيتْرك الا النَّبِي ﷺ وَقد صحّح هَذَا
1 / 15