جلَّ ثناؤه، وتقدَّست أسماؤُه بَعَثَ محمدًا بالهدى ودينِ الحق لِيُظهره على الدِّين كُلِّه ولو كره المشركون، وأنزلَ عليه كتابه فيه الهدى والنورُ لمن اتبعه، وجعل رسولَه الدَّالَّ على ما أراد، مِن ظاهره وباطنه، وخاصِّه وعامِّه، وناسِخهِ ومَنسُوخِهِ، وما قَصَدَ له الكتاب، فكان رسولُ الله ﷺ هو المُعَبِّرَ عن كتاب الله، الدالِّ على معانيه، شاهده في ذلك أصحابه الذين ارتضَاهم الله لنبيه واصطفاهم له، ونقلُوا عنه، فكانوا هم أعلمَ الناسِ برسول الله ﷺ، وبما أراد الله مِن كتابه بمشاهدتهم وما قَصَدَ له الكتاب، فكانوا هُمُ المعبرين عن ذلك بعدَ رسولِ الله ﷺ، قال جابر: ورسول الله ﷺ بين أظهرنا عليه يَنْزِلُ القرآن، وهو يعرفُ تأويله، وما عَمِلَ به من شيء عملنا به ".
المدرسة المتكاملة:
إن الإمامَ أحمد ابن حنبل مدرسةٌ متكاملةٌ في منهجِ الاعتقادِ، والحديثِ، والاجتهادِ، والفقه.
وقِوامُ هذا المنهج: التمسكُ بالسنة، والمشي في خطى الرسولِ ﷺ.
وينبغي فتق الوعي - هاهنا - على حقيقتين عظيمتين:
الأولى هي: أنه قد تخرَّجَ في مدرسة الإمامِ أحمد ابن حنبل أئمةٌ أعلام، منهم: الخِرقي، وابنُ قُدامة المقدسي، وابنُ رجب الحنبلي، وابنُ الجوزي، وأبو يعلى، وابنُ تيمية، وابنُ القيّم