حتى في أحرج المواقف ، ولا يهون عليه شيء من أمرها ، فلا يفوت أهل الكوفة العلم بمشروعية هذه الولاية ، وأن الأخوة التي شرفه بها سيد الشهداء أخوة شرف وإيمان والثقة التي فاز بها كما في صك الولاية لايدرك مداها.
ولم يقتنع مسلم عليه السلام بكل ذلك حتى أخذ يعرف الناس في ذلك المجلس نفسية عبيدالله وأبيه ومن أجلسه هذا المجلس لتتم الحجة فلا يعتذر أحد بالغفلة والجهل ، وأن لقوة الجور مفعولا آخر.
فإنه لما قال له ابن زياد : إيها يا ابن عقيل أتيت الناس ، وأمرهم واحد فشتت أمرهم ، وفرقت كلمتهم ، وحملت بعضهم على بعض! قال :
قال ابن زياد : ما أنت وذاك يا فاسق أو لم نكن نعمل فيهم بذلك وأنت بالمدينة تشرب الخمر.
قال مسلم :
فقال ابن زياد : إن نفسك تمنيك ما حال الله دونه ولم يرك أهله.
فقال مسلم : فمن أهله؟
فقال ابن زياد : أميرالمؤمنين يزيد.
قال مسلم : الحمدلله على كل حال ، رضينا بالله حكما بيننا وبينكم.
فقال ابن زياد : كأنك تظن أن لكم في الأمر شيئا.
فقال مسلم : والله ما هو الظن ولكنه اليقين.
فقال ابن زياد : قتلني الله ان لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام!
فقال مسلم :
Halaman 144