الدمازين
16 / 12 / 2011
فنطاسيا الشبح
(يرفع الستار: تظهر في الخلفية مبان وبيوت محروقة يتصاعد منها الدخان، تسمع أنات وصرخات تأتي من كل أنحاء المكان، صوت تفجيرات وبعض قعقعة الرشاشات الخفيفة، يظهر وسط المسرح رجل ضخم يرتدي الزي العسكري، على كتفيه عدد كبير من الأنواط والعلامات العسكرية، يقف على كومة من المعدات والآليات العسكرية المعطوبة، وترى تحته أيضا بعض الأدوات المنزلية وبقايا جثث بشرية، أحذية جنود، أحذية مدنيين، جلود حيوانات، قذائف فارغة، وبعض قطع السلاح، ويظهر في خلفية المسرح أيضا، ويبدو بعيدا بعض الشيء، جبل كبير مخضر كثيف الأشجار، يتصاعد خيط خفيف من الدخان من تحت قدمي الجنرال، متسربا من بين الأشياء، يبدو الجنرال منتفخا ومزهوا، ويغمره إحساس بأنه نبي، أو رب صغير استثنائي، عندما يكتمل رفع الستار، ينظر إلى البعيد وكأنه يخاطب أشباحا لا وجود لها في الواقع، يصرخ بصوت غليظ مبحوح.)
الجنرال (ينظر يمينا وشمالا، ثم إلى الأمام وكأنه يبحث عن شيء ما) :
يا أهل سوبا. (يصمت قليلا، يسمع الصدى مكررا صوته: يا أهل سوبا) ، يا أهل سوبا، ماذا ترون أني؟ (الصدى يرد بذات الصوت يملأ الأمكنة كلها: «يا أهل سوبا ماذا ترون أني ني ني»، وتسمع الكلمات الثلاث الأواخر واهنات، وتكرر الأخيرة عدة مرات.)
الجنرال (يضحك بصوت ساخر ومرعب) :
ها ها ها ها ها ها (تعلو ضحكاته تدريجيا إلى أن تصبح مثل هزيم الرعد، ويكررها الصدى).
صوت (يسمع هدير طائرة تعبر السماء بمستوى منخفض جدا، يطغى صوتها على كل الأصوات الأخرى، يختفي تدريجيا، يتبعه صوت امرأة في شكل آهة ممطوطة) :
آآآآآآه يا رب؟
Halaman tidak diketahui