فصحنا خلفه: ما هذا؟
نظر إلينا الأستاذ في استغراب، ولكن في فمه ابتسامة صغيرة مخفية بإتقان؛ وذلك للحفاظ على هيبته.
قال: يا أولاد، ما هذا معناها: دا شنو ، لمان أقول ليكم: ما هذا؟ يعني أنا بسألكم دا شنو، فاهمين؟
هززنا رءوسنا أن: نعم، فصاح مشيرا بالمسطرة إلى الأسد الذي لا يزال ينظر إلى كل واحد منا ويكاد أن يبتسم لنا طفلا طفلا، لقد كان أسدا جميلا: ما هذا؟
هتفنا بصوت واحد: دا أسد.
قال في نفاد صبر: لا، مش دا أسد، قولوا: هذا أسد.
أشار إلى الأسد وصاح مرة أخرى: ما هذا؟
صحنا: هذا أسد.
قال مصححا إيانا ومستدركا خطأ ما قد وقع هو نفسه فيه: هذا أسد.
عرفنا الآن أشياء كثيرة جديدة، أهمها أن الأسد اسمه «أسدن»، وليس «أسد» كما يطلقون عليه في البيت خطأ، وهذه نعمة التعليم، وسوف أخبر حبوبتي حريرة بذلك بمجرد أن أصل إلى النزل، همس جاري عبادي كافي وهو جارنا أيضا في قشلاق السجون، بينما يلعب بقنبوره القصير: شايف الطيرة؟
Halaman tidak diketahui