Muzik Timur: Masa Lalunya, Kehadirannya, Pembangunannya di Masa Depan
الموسيقى الشرقية: ماضيها، حاضرها، نموها في المستقبل
Genre-genre
حاق أجابته المثاني
منه يجنى ثمر الله
و وريحان الجنان
وحدث إسحاق فقال: صنع أبي تسعمائة صوت: منها دينارية، ومنها درهمية، ومنها فلسية، فأما ثلاثمائة منها، فإنه تقدم الناس جميعا فيها، وأما ثلاثمائة فشاركوه وشاركهم فيها، وأما الثلاثمائة الباقية فلعب وطرب. وقد أسقط ابنه الأخيرة.
إسحاق الموصلي
لقد ذكرنا نسبه في نسب أبيه، وموضعه من العلم، ومكانه من الأدب، ومحله من الرواية، وتقدمه في الشعر، ومنزلته في سائر المحاسن أشهر من أن يدل عليه فيها بوصف، وأما الغناء فكان أصغر علومه، وأدنى ما يوسم به، وإن كان الغالب عليه وعلى ما كان يحسنه؛ فإنه كان له في سائر أدواته نظراء وأكفاء، ولم يكن له في هذا نظير؛ فإنه لحق بمن مضى فيه، وسبق من بقي، وأوضح للناس جميعا طريقه، وسهل عليهم سبيله وأنارها، فهو إمام أهل صناعته جميعا ورأسهم ومعلمهم.
وكان المأمون يقول: لولا ما سبق على ألسنة الناس وشهر به عندهم من الغناء لوليته القضاء بحضرتي، فإنه أولى به وأعف وأصدق، وأكثر دينا وأمانة من هؤلاء القضاة. وهو الذي صحح أجناس الغناء وطرائقه، وميزه تمييزا لم يقدر عليه أحد قبله، ولا تعلق به أحد بعده، ولم يكن قديما مميزا على هذا النمط، إنما كان يقال: الثقيل، وثقيل الثقيل، والخفيف، وخفيف الخفيف. وهذا عمرو بن بانة، وهو من تلاميذه، يقول في كتابه الرمل الأول، والرمل الثاني، ثم لا يزيد في ذكر الأصابع على الوسطى والبنصر، ولا يعرف المجاري التي ذكرها إسحاق في كتابه مثل ما ميز الأجناس، فجعل الثقيل الأول أصنافا، فبدأ فيه بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، ثم تلاه بما كان فيه بالبنصر في مجراها، ثم بما كان بالسبابة في مجرى البنصر، ثم فعل هذا بما كان منه بالوسطى على هذه المرتبة، ثم جعل الثقيل الأول صنفين: الصنف الأول منهما الذي ذكرناه، والصنف الثاني القدر الأوسط من الثقيل الأول، وأجراه المجرى الذي تقدم من تمييز الأصابع والمجاري، وألحق جميع الطرائق والأجناس بذلك، وأجراها على هذا الترتيب.
تناظر المغنون يوما عند الواثق، فذكروا الضراب وحذقهم، فقدم إسحاق زلزلا على ملاحظ، ولملاحظ في ذلك الرئاسة على جميعهم، فقال له الواثق: هذا حيف وتعد منك، فقال إسحاق: يا أمير المؤمنين، اجمع بينهما وامتحنهما؛ فإن الأمر سينكشف لك فيهما، فأمر بهما فأحضرا، فقال إسحاق: إن للضراب أصواتا معروفة، أفأمتحنهما بشيء منها؟ قال: أجل، افعل! فسمى ثلاثة أصوات كان أولها:
علق قلبي ظبية السيب
فضربا عليه، فتقدم زلزل وقصر عنه ملاحظ، فعجب الواثق من كشفه عما ادعاه في مجلس واحد، فقال له ملاحظ: فما باله، يا أمير المؤمنين، يحيلك على الناس؟ ولم لا يضرب هو؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه لم يكن أحد في زماني أضرب مني إلا أنكم أعفيتموني، فتفلت مني، وعلى أن معي بقية لا يتعلق بها أحد من هذه الطبقة، ثم قال: يا ملاحظ، شوش عودك وهاته! ثم فعل ذلك ملاحظ، ثم قال: يا أمير المؤمنين، هذا يخلط الأوتار تخليط متعنت، فهو لا يألو ما أفسدها، ثم أخذ العود فجسه لحظة حتى عرف مراجعه، فغنى، ثم قال: يا ملاحظ، غن أي صوت شئت، فغنى ملاحظ صوتا، وضرب عليه إسحاق بذلك العود الفاسد التسوية، فلم يخرجه عن لحنه في موضع واحد حتى استوفاه عن نقرة واحدة، ويده تصعد وتنحدر على الرساتين، فقال له الواثق: لا، والله ما رأيت مثلك ولا سمعت به، ولئن مت لتموتن هذه الصناعة معك، وأمر له بثلاثين ألف درهم.
Halaman tidak diketahui