Muzik Timur dan Nyanyian Arab
الموسيقى الشرقية والغناء العربي
Genre-genre
ومصداقا لما تنتجه الموسيقى من التأثير في العمل أشير إلى قصة أنفيون جوبيتر الذي بنى أسوار (طيبة) بينما كان يعزف على قيثارته على حد ما قاله الدكتور كلارك من أن ذلك لم يكن خرافة.
على أن صوت يوسف المنيلاوي على ما شهد به المرحوم: محمد المسلوب الكبير لم يكن إلا شيئا ضئيلا إذا قيس بصوت «ألمظ»، بالرغم من عذوبته ولينه ورنينه، وقد صدق واجنر الموسيقي الشاعر فيما قال وهو أن الموسيقى مؤنثة وكانت امرأة.
أما عبده فهو أسبق المطربين لا يشق غباره ويفوقها في غريب تصرفه وعظيم تفننه في ضروب الغناء وقوة التأثير في النفوس بما أوتى من روح فتان وإلهام طبيعي، وكثيرا ما كان يجمعها عرس واحد بمعنى أنه كان يغني للرجال في «السلاملك»، وكانت تغني للهوانم في الشرفة «الشكمة» (لفظة تركية) على مسمع من الحريم والرجال معا. وكان أحمد الليثي يصور نغماتها وهو في السلاملك على التخت، فكان يعلي العود كلما غنت عاليا حتى أنه لما عجز في آخر الأمر عن مجاراتها في تصوير نغمات صوتها المحلق في الفضاء، قطع أوصال العود، وصرخ قائلا «مين ينكر صوتك يا ست». جرى ذلك في عرس فخم لعظيم بدرب الجماميز أقيم فيه أربعة تخوت، ولم يكن عبده حاضرا لتغيبه بالإسكندرية، نقلا عن رواية حضرة مخائيل بك تادرس صديقه الأمين، وهو أوفى من عوف لما رأيت فيه من الولاء الشديد لعبده والترحم عليه، وقد آلى مثلي ألا يرضى عن غنائه بديلا.
أما «ألمظ» فقد حاربت عبده ردحا من الزمن، ونافسته في صناعة الغناء لكنه تفوق عليها.
ألمظ مزاحة ظريفة
ومن المدهش أنها كانت ذات شخصية جذابة وكثيرة الميل إلى المداعبة في كل وقت لا سيما في أثناء الغناء. ومن مستملح الفكاهات أروي أنها ارتجلت دورا غنته له قصدا لأول مرة رأته في عرس بناحية الجيزة بعد أن اجتاز النيل على «المعدية» وهو بالمنيل (لعدم وجود «كباري» في ذلك الزمن) بقصد أن يسمعها. فقالت فيه ضمنا:
عدى يا المحبوب وتعالى
وإن ما جتشي أجيلك أنا
وإن كان البحر غويطة
أعمل لك على القلب سآلة
Halaman tidak diketahui