استمرا في اللقاء وهما يبذلان أشد أنواع الحيطة والحذر لكيلا ينكشف أمرهما داخل الشركة. وبعد مرور شهرين من علاقتهما وهبت ريكو له جسدها. وربما كانت طريقة سماحها له بجسدها مفاجئة من خلال الطريقة المنطقية لسير الأحداث. «هل كانت أول مرة؟» «بمعنى؟» «هل كانت تلك أول تجربة لك في حياتك؟»
انسدت الكلمات في فم ريكو وعبرت عيناها عن الحزن. وسرت الرجفة في خدودها مثل برق مشئوم. «أعتقد أنني يجب، كما هو متوقع، أن أخبرك بكل شيء. عندما طلب مني السيد إغامي أن أهب له جسدي كانت معاناتي لا حدود لها.
لأنني نشأت في أسرة محافظة؛ فلم أكن مهملة في هذا الجانب، كان لي عدد من الأصدقاء الذكور أثناء الدراسة، إلا أنني كنت أحافظ بصرامة على عدم تخطيهم الحد المسموح. ولكن بعد علاقتي مع السيد إغامي كنت أحلم بالحياة الزوجية مثل غيري من البنات، وكلما زاد حبي للسيد إغامي، أصبحت فكرة الزواج مرعبة، ويملؤني الرعب أكثر كلما فكرت في إخفاقي في أن أجعله يراني فتاة محافظة على جسدها.
في الواقع إنني في فترة المراهقة، فعل ذلك الخطيب الذي أكرهه ... وفقدت ... وبسبب ذلك زادت كراهيتي له أكثر وأكثر. وكانت رغبتي في دخول جامعة بطوكيو، لرغبتي في الهروب منه، كما ذكرت لك من قبل.
وكنت أفكر في أن الموت أهون لي من أن ينكشف ذلك للسيد إغامي عند زواجنا. ربما كانت نية السيد إغامي أن يحاول محاولة وهو يعرف أنها محتومة الفشل فيرفض طلبه في النهاية. ولكن بالنسبة لي أنا التي كنت أحب السيد إغامي حبا حقيقيا، فقد شعرت أن طلبه ذلك - بدون وضع الزواج شرطا مسبقا - فرصة حقيقية لي ... وهكذا ... وهكذا بعد أن عانيت من التفكير طويلا، هزمت في النهاية أمام رغبته ووهبت له جسدي. ومن المؤكد أن السيد إغامي قد عرف على الفور أن جسدي مدنس، ولكنه لم يقل شيئا عن ذلك مطلقا. ولكن على العكس جرح ذلك كبريائي. فلم يقل لي أيضا بعد ذلك شيئا. ومن ثم فعدم قول السيد إغامي ذلك الآن، جعل بذور الشك تنبت داخلي، أنه سيجعل تلك ورقته الرابحة حين أفكر فيما بعد في طلب الزواج منه. وأعتقد أن ذلك الشك كان صحيحا. أجل؛ لأن السيد إغامي لم يذكر ولو مرة واحدة كلمة الزواج على لسانه بعد ذلك.
وهكذا استمرت علاقتي مع السيد إغامي في انزلاق لمدة عام، إلى أن بدأت في الصيف الماضي تظهر تلك الأعراض التي ذكرتها لك منذ قليل ... وما يحزنني في الموضوع أنني حتى هذه اللحظة أحب السيد إغامي جدا . أحبه حبا أقوى بكثير جدا من ذي قبل. لدرجة أنني في رعب من مدى ما يمكن أن يجرني إليه ذلك الإنسان.» ... بالتأكيد لا داعي للقول إن عيادتي ليست مخصصة للاستشارات العاطفية. ولذلك إن كانت تلك هي طبيعة المشكلة فعلى العكس، ثمة حالات يعتقد فيها أنه من الأفضل إرسال تلك المشكلة إلى صفحة الاستشارات العاطفية في الجرائد. وفي الواقع فإن هناك فائضا من مشاكل قصص الحب حتى إن أصحابها قد لا يجدون مكانا لها في صفحة الاستشارات العاطفية في الجرائد، ولكنني كنت أحمل شكا حول طريقة تحدثها عن مشكلتها تلك بطريقة منطقية مرتبة جدا. من الغريب أن تعاني من أعراض الهيستيريا، امرأة تتحدث عن حالة حبها بتلك الدرجة من المنطق المرتب. وإنني متأكد أن تلك الرجفة وفقدان الشهية والغثيان من وقت لآخر هي أعراض الهيستيريا.
إن طريقة العلاج بالتحليل النفسي تقام في أمريكا عن طريق جلسات مرة كل يوم أو يومين، ولكن المعتاد في البداية، في اليابان، أن تعقد الجلسات مرة واحدة لمدة ساعة كل أسبوع. ولأنني هذه المرة حجزت لها موعدا من الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشرة، فإنني سأحجز لها موعدا في نفس اليوم من الأسبوع التالي من الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشرة. وكنت أجعل المريض يتحمل مسئولية حجز ذلك الوقت، بأن يعد بدفع أجرة الحجز حتى في حالة عدم المجيء لسبب لا يمكن تجنبه.
ولأن الجلسة الأولى لريكو انتهى وقتها عند هذا الحد فقد أخذت منها أجرة الجلسة، ومن ضمنها أجرة الكشف الأول، وتركتها ترحل.
5
كان اللقاء الثاني مع ريكو من المفترض أن يكون بديهيا في نفس اليوم ونفس الساعة من الأسبوع التالي؛ لكن بعد خمسة أيام من أول جلسة، جاءتني رسالة منها. كان إبلاغا بعدم رغبتها في إجراء الجلسة الثانية. وكانت الرسالة تحتوي على ما يلي: «إلى الدكتور شيومي
Halaman tidak diketahui