ريكو التي توقعت تلك المصاعب في اللحظة التي رأت فيها فرحة هاناي، غيرت من سلوكها فجأة وتظاهرت بأنها تعطيه الحرية الكاملة. - «يجب أن تظهر امتنانك لي. ففي النهاية أنا من جعلك تشفى من المرض الذي لم ينجح أحد غيري في شفائه.» - «أنا شاكر وممتن جدا، ولكنه شكر وامتنان تجاه مشاكستك التي لا يمكن تخيلها.» - «ولكن من الأفضل لك ألا تفرط في النشوة والفرح.» - «لم؟» - «ستفهم السبب فيما بعد.»
في ذلك الوقت ظهر التجهم على وجهه، ولكن لم تقل ريكو شيئا، إلا أن هاناي لاحظ أنه وقع بمهارة أسيرا في قيد لعنتها. والسبب أنه ثمة إشارة إلى أن شفاء هاناي لم يكن إلا شفاء تجاهها هي فقط، وأنه ما زال عنينا كما هو تجاه النساء الأخريات.
ويمكن معرفة إلى أي مدى يخاف هاناي من تلك الإشارة بمجرد النظر نظرة خاطفة على عينيه فقط . وأيضا كان داخل نطاق حسابات ريكو بوضوح أن هاناي بسبب تلك الإشارة سيبدي مقاومة شديدة ويحاول، على العكس، السعي إلى امرأة أخرى.
ثم حدث ما كان متوقعا سلفا. سلك هاناي سلوك الزوج المسيطر فجأة، وبدأ يظهر سلوكا متغطرسا أن الخيانة حقه الطبيعي، وغازل امرأة أخرى قابلها صدفة، فحدث أن تكلل مسعاه بالخزي والعار مثلما كان الأمر في الماضي. وهذا هو الجزاء الطبيعي للمرء الذي يتعامل باستخفاف مع فترة نقاهة أعراض المرض العصبي المصاحب للعنة. وهو أمر لا يدعو لأي قدر من الدهشة.
ولا داعي للقول كيف استقبلت ريكو هاناي الذي عاد محبطا. استمرت في رفضه ببرود، ثم في النهاية اختفت من أمامه. ... ... ...
وبناء على ذلك ليس أمامنا إلا القول إن ريكو هي من صنعت ذلك الوضع الخطير كله، وحتى لو وقعت من هاناي حادثة اعتداء بآلة حادة فيجب التعاطف معه.
إن كان الأمر كذلك، فلم صنعت ريكو مثل ذلك الوضع التعيس المأساوي؟
33
أدركت أن الوقت قد حان لكي أعود إلى الاعتماد على طريقة تداعي الأفكار الحر معها مرة ثانية.
جعلتها تستلقي على الكرسي المريح، وفتحت مفكرة الكتابة في موضع لا تصل إليه عيناها، وانتظرت أن تبدأ التحدث بحرية كما يحلو لها وسط تلك العتمة التي تملأ المكان.
Halaman tidak diketahui