Masalah dengan Orang Asing: Kajian dalam Falsafah Akhlak
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
Genre-genre
2
فهي تلك الرغبة الراسخة العمياء التي هي أصل كل الظواهر، القوة التي تبني مجرى دمنا وأحشاءنا، والتي يمكن ملاحظتها في تلاطم الأمواج أو تمايل أوراق الأشجار بقدر ما يمكن ملاحظتها في أي حركة أسمى للروح الإنسانية. أما شمول الإرادة لأفكار شوبنهاور عنها من عدمه فهو مسألة مثيرة للاهتمام. لكن بعكس العقل الهيجلي، فالإرادة هنا هي قوة خبيثة معاندة، قوة تكمن في لب الذات الإنسانية نفسها لكنها غير مبالية مع ذلك في قسوة بازدهارها. إن هذه الإرادة التي تكمن في منبع الذاتية - التي يمكنني أن أشعر بها داخل جسدي في قرب أكبر لا يضاهيه أي شيء أعرفه - عديمة الرحمة والهوية كما الإعصار أو البرق، فهي - كما هو حال الرغبة بمعناها في مجال التحليل النفسي - بلا معنى إطلاقا وتتسم بلامبالاة باردة تجاه كل الأشياء التي تتعلق بها، والتي لا تستخدمها إلا في تكاثرها الذاتي غير النافع.
إن فكر شوبنهاور - بعكس هيجل - معارض صلب للغائية؛ إذ يتمتع بتماسك وحيوية أي سرد عظيم لكن دون أن يكون له أي نفع، فالإرادة نموذج ساخر خبيث لمفهوم «الفكرة» عند هيجل. والإنسان ما هو إلا حاملها المؤقت، الذي ينحى جانبا بمجرد تحقيقه لأهدافها؛ إلا أن أهدافها تكمن بالكامل في الاستمرار الأبدي لذاتها الذي لا نهاية له. فما نحن إلا مجسمات سائرة لغرائز آبائنا التزاوجية، التي هي بدورها تجسيد للإرادة، فنحن إذا في عالم من الرغبة غير المتناهية المماثلة لرغبة فاوست، حيث تعاد صياغة العالم بالكامل من جديد في إطار السوق. ويتحدث شوبنهاور، الكاره بشدة للبشر، ببغض نادرا ما يكبته تجاه «هذا العالم المكون من مخلوقات دائمة الاحتياج، والتي لا تستمر لبعض الوقت إلا بالتهام بعضها بعضا، وتورث وجودها في قلق وعوز، وغالبا ما تمر بمحن مريعة حتى تسقط في النهاية في براثن الموت.»
3
إنها رؤية تختلف تماما عن «الود» عند هتشسون أو مملكة كانط المسالمة. فالعاطفية قصيرة النظر، عند شوبنهاور، هي وحدها القادرة على تصور أن الملذات الزهيدة للوجود الإنساني - تلك المحاكاة الهزلية التي ينقصها حتى «وقار» التراجيديا - يمكنها أن تعوض بؤسه غير المنتهي.
يقول شوبنهاور: «تبقى الرغبة لمدة طويلة، وتستمر مطالبها إلى الأبد؛ والإشباع مؤقت ولا يمنح إلا بمقادير صغيرة.»
4
أو كما يصوغها شكسبير باستفاضة في عمله «ترويلوس وكريسيدا»: «هذه هي بشاعة الحب، سيدتي، أن الرغبة لا متناهية والتنفيذ محدود؛ أن الرغبة لا نهائية والفعل عبد للحدود.» وبمجرد دخولك مجال الرغبة، يفقد العالم المادي قيمته في لحظة، فهو لا يفعل سوى أن يذكرك بما لا تريد. يقول لاكان: «بالمقارنة بأي شيء تسعى إليه الذات، فإن هذا الذي يحدث في نطاق التفريغ الحركي دائما ضئيل القدر .»
5
فالذي يتحدث عن الرغبة يقول هزلا. لقد كان فرويد هو من ذكرنا بأنه بينما ركز القدماء في حكمتهم على الغريزة، فنحن المتأخرين قد ركزنا في حماقة على الإنسان.
Halaman tidak diketahui