Masalah dengan Orang Asing: Kajian dalam Falsafah Akhlak
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
Genre-genre
رأينا أن أنصار مذهب الخير في القرن الثامن عشر كانوا مؤيدين لفكرة الحب مع إدراك قوي بأوجه قصورها؛ فالعواطف شأنها شأن الذاكرة تفتر كلما ابتعدت أكثر عن الشيء الذي يحركها. وعلى أي حال فإن العاطفة في الأنظمة الاجتماعية التي تسودها المصلحة الشخصية في شح مزمن. ولا يعني هذا أن العواطف لا يمكن أن تكون عامة. وقد أشار ريتشارد سينيت إلى مفارقة في إنجلترا في القرن الثامن عشر، وهي أن العواطف الخاصة اعتبرت طبيعية - بعكس زيف الثقافة العامة - ومن ثم كانت تعتبر عامة. ويكتب سينيت: «لقد كان العام ابتكارا بشريا؛ أما الخاص فكان حالة بشرية.»
1
لقد كانت أكثر الكيانات خصوصية - العائلة - هي التي كانت «مهد الطبيعة»؛ حيث مثلت بيئة ديمقراطية للقلب. إن هنا - كما يقول سينيت - يجد الفرد باختصار ما سيعرف لاحقا بالحقوق الطبيعية.
من هذا المنطلق يمكن للخاص بأن يصدر أحكاما على العام. يكتب سينيت: «بتعريف عمليات نفسية معينة بأنها لا يمكن التعبير عنها في السياق العام، وبأنها ظواهر شبه دينية متجاوزة لا يمكن لترتيبات العادة خرقها أو تدميرها أبدا، بلور [مواطنو القرن الثامن عشر] لأنفسهم طريقا واحدا - وليس الطريق الوحيد - لكنه طريق ملموس يمكن أن تتجاوز فيه الحقوق الطبيعية استحقاقات أي مجتمع بعينه.»
2
فنحن غير متروكين لثقافة أو عادات يجب أن تظل فيها مصادر النقد الاجتماعي الراديكالي غامضة. بل إننا - كما هو حال منظري الحس الأخلاقي - نتمتع بموقع حكم راسخ في الطبيعة ذاتها. إلا أن تلك العواطف - وهي التي «لا يمكن التعبير عنها في السياق العام» - محيرة بقدر ما هي جياشة.
توجد إشكالية أخرى تقترن بهذه النقطة، وقد أشرنا إليها مسبقا؛ إذ رغم أن العواطف الطبيعية عامة في جوهرها فهي كما رأينا لا تفعل إلا على المستوى الخاص. وهذا يؤدي إلى المشكلات مع الغرباء، مع هؤلاء - كما يقول سينيت - المنتمين ل «مجموعة الغرباء»، وهي المدينة في القرن الثامن عشر، الذين يصعب جدا فهمهم من إشاراتهم السيميائية الخارجية. ويقول سينيت إن القرن الثامن عشر «كان عصرا يبذل الناس فيه جهودا كبيرة لتجميل علاقاتهم بالغرباء وتعريفها، المهم أنه كان عليهم بذل جهد.»
3
ولا تزال الفكرة الحديثة لحشد من الآخرين المجهولين تحظى بمعارضة، إلا أنها أيضا تتجاوز باطراد حدود المجتمع المعروف؛ إذ يمكن للفرد أن يحيي غريبا في الشارع طالما لم يفهم أن هذا يدل على استحقاق ملح عليه. إن هذه التحيات ليست أكثر «صدقا» من كلمات الممثل، إلا أن هذا لا يعني أن الفرد غير مرتبط عاطفيا بالموقف محل النقاش كما في المسرح. لقد كانت الاستعارات المنمقة تستخدم في تحية الآخرين لكن بطريقة لا تمييز فيها، بما يدل على عدم معرفة بتاريخ حياة الآخر ولا بظروفه المادية. وقد وفرت الطبقة الاجتماعية ما يمكن أن نسميه ألفة غير شخصية، كما هي أحيانا في يومنا هذا؛ فالنبلاء يعرف بعضهم بعضا حتى من بعيد. لكن مع تكاثر درجات الطبقة الوسطى في المدن الحضرية الجديدة زادت حدة مشكلة الهوية المجهولة.
إذن ثمة حاجة للتعويض عن عيوب الشعور الطبيعي، ومن بين أشكال هذا التعويض القانون؛ فالقانون، أو بالأعم النظام الرمزي الذي ينبني عليه، طريقة رئيسية نضبط من خلاله سلوكنا تجاه من لا نعرفهم، فهو آلية مثل السوق لتنظيم تعاملنا مع الآخرين المجهولين لنا، تضمن (وهنا يتجلى التشبيه بالسوق) أنه إن لم نفتتن بهم أو ننجذب إليهم جنسيا فعلى الأقل سنتعامل معهم بعدل. وهذا بالتأكيد دافع أقل قبولا للفضيلة من الود؛ لكنه أكثر إنصافا وجدارة بالثقة. يحقر هيجل في كتابه «فلسفة الحق» من تلك النظريات الرومانسية التي «تلغي الفكر وتلجأ بدلا منه إلى الشعور والحماس والقلب.»
Halaman tidak diketahui