Masalah dengan Orang Asing: Kajian dalam Falsafah Akhlak

Cabd Rahman Majdi d. 1450 AH
37

Masalah dengan Orang Asing: Kajian dalam Falsafah Akhlak

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Genre-genre

يكتب هيوم في عمله «رسالة في الطبيعة الإنسانية»: «إن العادة والعلاقات تجعلنا نغوص بعمق في عواطف الآخرين، وأيا يكن ما نفترض أنه أصابهم فهو يتجسد أمامنا عن طريق الخيال، ويحدث أثره كما لو كان أصابنا في الأصل.»

45 (إن الإشارات اللاحقة لأرقام الصفحات من عمل هيوم هذا ستوضع بين قوسين بعد الاقتباسات المعروضة منه.) من الصعب تحديد ما إذا كان هذا إيثارا أم أثرة، على الأقل في حالة المشاعر الأكثر قبولا. لكن في العموم فإن هيوم مؤمن شجاع بأن الخير واقع، حيث يزعم على طريقة هتشسون أن هذه «الرغبة التي تقترن بالحب هي رغبة في سعادة المحبوب وتجنبه للشقاء» (430)؛ إذ يقر بوجود مجال رحب لمشاعر التعاطف الإنساني، وهو ما يضعه - مثلما فعل هتشسون - فيما قد نسميه عامة بالقالب الخيالي. صحيح أن سرور شخص آخر يسبب لنا الألم عندما نقارنه بما نمر به من بؤس، تماما مثلما يؤدي شقاء شخص آخر إلى شعورنا بالسعادة عن طريق استحضار حالنا الجيدة. لكن في كلتا الحالتين تختلط الأنانية بالتعاطف الصادق، فإن وجد شيء من التنافس في النظام الخيالي هنا، فيوجد كذلك شيء من التقمص العاطفي. وكما أن التنافس والمحاكاة لا ينفصمان في النظام الخيالي، فكذلك حالهما في فكر هيوم الأخلاقي: فنحن نسر بسرور الآخرين؛ لكننا في الوقت ذاته نشعر ببعض التنافسية غير المريحة.

يشير هيوم في رسالته في الطبيعة البشرية إلى أن أكثر الأشياء امتلاء بالحياة هو «كائن عقلاني ومفكر مثلنا ينقل إلينا كل ما يدور بعقله، ويطلعنا على أعمق مشاعره وعواطفه، ويسمح لنا بأن نرى كل العواطف التي تنتج عن أي شيء في نفس لحظة نشوئها» (402). والمهم في هذا الاتحاد الروحي هو الآنية التي يتحول بها الداخلي إلى الخارجي؛ الطريقة التي لا تظل بها مشاعر شخص آخر مدفونة داخل جسده بل تظهر بوضوح على واجهته الخارجية. ويكتب هيوم: «ما يرتبط بنا أيا يكن يتم إدراكه بصورة مفعمة بالحياة من خلال التحول اليسير من أنفسنا إلى الشيء ذي الصلة» (402). ويتم هذا التحول بالمشابهة والمطابقة: «فأصحاب الأمزجة المرحة يحبون بطبعهم ما هو مرح؛ مثلما يميل الجادون إلى ما هو جاد ... فالناس يستحسنون - دون تفكير - الصفة التي هي أقرب إلى صفتهم» (403، 654). أو كما قد يصيغها فرويد على نحو أقل قبولا، تميل اختياراتنا من بين الأشياء لأن تكون نرجسية، فمجتمع الرجل، كما النظام الخيالي، هو عالم من العدوى والتشابهات السحرية، فهو عالم مجرد من الاختلافات بدرجة كبيرة. فإن كانت خفة الروح واللين يدخلان ضمن القيم الاجتماعية التي يستحق اكتسابها، فمن الأسهل ممارستها مع النفوس المتشابهة والأصدقاء المقربين من ممارستها مع الغرباء، الذين قد يتطلب الاستئناس بهم بعض الجهد، فصحبة الغرباء - كما يرى هيوم - غير مستحسنة لنا إلا لفترات زمنية قصيرة.

يكتب هيوم: «من أجل بناء علاقة مثالية بين شيئين، لا يلزم فقط أن ينقل الخيال من شخص لآخر عن طريق التشابه أو العدوى أو السببية، بل أيضا أن يعود من الثاني إلى الأول بنفس السلاسة والسهولة» (405). فنحن ما زلنا في دائرة النظام الخيالي حيث توجد دائرة مغلقة - كالتي بين الطفل وانعكاسه - أو حركة سير مزدوجة بين الشيئين المعنيين. ويضيف هيوم: «إن الحركة المزدوجة هي رابطة مزدوجة نوعا ما، وتربط شيئين ببعضهما بأقرب الروابط وأكثرها حميمية» (405). ففي نطاق ما يمكن تسميته بالنظام الخيالي الاجتماعي، أجد نفسي منعكسا فيمن أمامي في ذات الوقت الذي أجده منعكسا في نفسي، وقد تزيد هذه الرابطة المشتركة عمقا إلى حد ألا يمكن التفريق بين الذاتين في نهاية الأمر، وأن ما ينعكس ما هو إلا فعل التطابق الثنائي في حد ذاته. إن هذا الافتتان - عند هيوم كما عند لاكان - بالثنائيات والتشابهات والمقارنات يظل عنصرا في كل تجاربنا الأكثر نضجا؛ إذ يرى هيوم أننا لا نخضع للعقل كثيرا، لدرجة أننا «دائما ما نحكم على الكثير من الأشياء بالمقارنة وليس بقيمتها الجوهرية» (420).

إلا أن هذا المنظومة المتناغمة تضطرب بمجرد دخول عنصر ثالث إلى المشهد، فكما يتابع هيوم: «لأنه بافتراض ارتباط الشيء الثاني - بجانب علاقته التبادلية مع الشيء الأول - بعلاقة قوية مع شيء ثالث، فإن الفكرة في هذه الحالة إذ تنتقل من الشيء الأول إلى الثاني لا تعود إلى منشئها بنفس السهولة رغم أن العلاقة تظل كما هي؛ ولكنها تنقل بسهولة إلى الشيء الثالث ... لذا فإن هذه العلاقة الجديدة تضعف الرابطة بين الشيئين الأول والثاني» (405). ليس من الصعب تفسير مقصد هيوم في سياق أوديبي؛ حيث إن «الصلة» الثنائية أو الخيالية بين الأم وطفلها تتخذ شكلا ثلاثيا بدخول الأب إلى المشهد، فما يصوره هيوم هنا - باختصار - هو الانتقال من النظام الخيالي إلى النظام الرمزي، فوجود ثلاث ذوات أكثر كثيرا من وجود ذاتين.

ولئلا يظن أن هذه قراءة خاطئة مبالغ فيها لفقرة تتناول فعلا ترابط الأفكار، تجدر الإشارة إلى أن عمل «رسالة في الطبيعة الإنسانية» يتناول بعدها مباشرة الأمهات والآباء والأبناء:

إن الزواج الثاني للأم لا يكسر الرابطة بين الابن وأمه، وهذه الرابطة تكفي لنقل خيالي إليها بمنتهى السهولة واليسر. لكن بعد أن يصل الخيال إلى هذه المحطة، فإنه يجد أن هدفه محاط بكثير من الروابط الأخرى، وهو ما يتحدى وضعه؛ حيث إن الخيال لا يعرف أيها يفضل، وتتفرق به السبل محاولا إيجاد شيء آخر يرتبط به، فروابط المصلحة والواجب تربط الأم بعائلة أخرى وتمنع ارتداد الخيال منها إلي، وهو الشيء الضروري لتعزيز الاتحاد بيننا. ولم تعد الفكرة تمتلك القوة المحركة الضرورية لتستقر ويتعزز ميلها للتغيير، فهي تذهب بسلاسة؛ لكنها تعود في صعوبة، وتجد مع هذه الإعاقة أن الرابطة ضعفت كثيرا عنها إن ظل الطريق مفتوحا سلسا في الاتجاهين. (405)

يدخل هيوم - الذي وضع نفسه في موضع الابن - في رابطة غير مستقرة مع الأم نتيجة علاقتها بالأب (الثاني)؛ فالرابطة بين الابن والأم أصبحت غير متماثلة، ولم تعد متينة سوى من جانب واحد فقط؛ وذلك لأن الأم ينظر إليها باعتبارها محصورة في النظام الرمزي، منتمية من خلال زوجها الثاني لنسب بعيد تماما عن الابن نفسه. إن الهدف من مثال الزوج الثاني هو بيان الطريقة التي تظلم فيها الروابط الأسرية بكل انغلاقها «الخيالي» وتتحول إلى انتماءات إلى غرباء أو من ليسوا أقارب الدم، وهي انتماءات تتفاعل بدورها مع الرابطة الأولى بين الأم والابن وتؤدي إلى فكر الارتباط حتما. إن هذا هو ما يدفع الابن على ما يبدو لتحسس طريقه والتردد (إذ «تتفرق به السبل محاولا إيجاد شيء آخر يرتبط به») فيما قد يعتبر نوعا من العقدة الأوديبية. ويبدو الزعم بأن تتبع تسلسل ترابط الأفكار من الأم للابن أكثر صعوبة في هذه الحالة من العكس طريقة مموهة للشكوى من أنها لم تعد تحبه كما يحبها، فتغير مجال الحديث من الأوديبية إلى الإبستمولوجيا.

يرى ألتوسير أن دائرة الأيديولوجيا الخيالية لا يمكن اعتبارها عقلانيا صحيحة أو خطأ، فهي مجال لا ينطبق عليه مثل هذه الأحكام؛ حيث إن الأيديولوجيا لا تتعلق في الأساس بالقضايا الصحيحة والخاطئة،

46

Halaman tidak diketahui