Padang Emas dan Lombong Permata
مروج الذهب ومعادن الجوهر
ولما هلك قبط بن مصر ملك بعده أشمون بن مصر، ثم ملك بعده صا بن مصر، وملك بعده إتريب بن مصر، ثم ملك بعده ماليق بن دارس ثم ملك بعده حرايا بن ماليق ثم ملك بعده كلكي بن حرايا وأقام في الملك نحوا من مائة سنة، ثم ملك بعده أخ يقال له ماليا بن حرايا ثم ملك بعده لوطسى بن ماليا نحوا من سبعين سنة، ثم ملكت بعده ابنة له يقال لها حورياينت لوطس نحوا من ثلاثين سنة، ثم ملكت بعدها امرأة أخرى يقال لها ماموم وكثر ولد بيصر بن حام بأرض مصر، فتشعبوا، وملكوا النساء، فطمعت فيهم ملوك الأرض، فسار إليهم من الشام ملك من ملوك العماليق، يقال له الوليد بن دومع، فكانت له حروب بها، وغلب على الملك، فانقادوا إليه، واستقام له الأمر إلى أن هلك، ثم ملك بعده الريان بن الوليد العملاقي، وهو فرعون يوسف، وقد ذكر الله تعالى خبره مع يوسف وما كان من أمرهما في كتابه العزيز، وقد أتينا على شرح ذلك في كتابنا الأوسط، ثم ملك بعده دارم بن الريان العملاقي، ثم ملك بعده كامس بن معدان العملاقي، ثم ملك بعده الوليد بن مصعب وهو فرعون موسى، وقد تنوزع فيه: فمن الناس من رأى أنه من العماليق ومنهم من رأى أنه من لخم من بلاد الشام، ومنهم من رأى أنه من الأقباط من ولد مصر بن بيصر، وكان يعرف بظلما، وقد أتينا على ذلك في الكتاب الأوسط، وهلك فرعون غرقا حين خرج في طلب بني إسرائيل حين أخرجهم موسى بن عمران وجعل الله لهم طريقا في البحر يبسا، ولما غرق فرعون ومن كان معه من الجنود وخشي من بقي بأرض مصر من الفراري والنساء والعبيد أن يغزوهم ملوك الشام والمغرب فملكوا عليهم امرأة ذات رأي وحزم؟ يقال لها دلوكة فبنت على بلاد مصر حائطا يحيط بجميع البلادة وجعلت عليه المحارس والأحراس والرجال متصلة أصواتهم بقرب بعضهم من بعض، وأثر هذا الحائط باق إلى هذا الوقت، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة، يعرف بحائط العجوز، وقيل؟ إنما بنته خوفا على ولدها وكان كثير القنص، فخافت عليه من سباع البر والبحر واغتيال من جاور أرضهم من الملوك والبوادى، فحوطت الحائط من التماسيح وغيرها، وقد قيل في، لك من الوجوه غير ما ذكرنا، فملكتهم ثلاثين سنة وقيل: أقل من ذلك - اتخذت بمصر البرابي والصور، وأحكمت آلات السحر، وجعلت في لبرابى صور من يرد من كل ناحية، ودوابهم إبلا كانت أو خيلا، وصورت ما يرد في البحر من المراكب من بحر المغرب والشام، وجمعت في هذه لبرابي العظيمة المشيدة البنيان أسرار الطبيعة وخواص الأحجار والنبات الحيوان، من الجاذية والدافعة، وجعلت ذلك في أوقات حركات فلكية واتصالها بالمؤثرات العلوية وكانوا إذا ورد إليهم جيش من نحو الحجاز أو اليمن عورت تلك الصور التي في البرابي من الإبل وغيرها، فيتعور ما في الجيش، وينقطع عنهم ناسه وحيوانه، وإذا كان الجيش من نحو الشام فعل في تلك الصور التي من تلك الجهة التي أقبل منها جيش الشام ما فعل بما صفنا قبلها فيحدث في ذلك الجيش من الآفات في ناسه وحيوانه ما صنع في تلك الصور التي من تلك الجهة وكذلك ما ورد من جيوش الغرب، وما رد في البحر من رومية والشام وغير ذلك من الممالك، فهابتهم الملوك الأمم، ومنعوا ناحيتهم من عدوهم، واتصل ملكهم بتدبير هذه العجوز إتقانها لزم أقطار المملكة وإحكامها السياسة.
وقد تكلم الناس ممن سلف وخلف في هذه الخواص، وأسرار طبيعة التي كانت ببلاد مصر، وهذا الخبر من فعل العجوز عند المصريين مستفيض لا يشكون فيه، والبرابي بمصر من صعيدها وغيره باقية إلى هذا وقت، وفيها أنواع الصور مما إذا صورت في بعض الأشياء أحدثت أفعالا على حسب ما رسمت له ووضعت من أجله، على حسب قولهم في الطباع تام، والله أعلم بكيفية ذلك.
كتابة على البرابى.
Halaman 159