القراءة، وهو مصدر ممتاز للدارسين على مختلف تخصصاتهم، سواء فى مجال التاريخ، أو الآثار والخطط، أو التصوف، أو الأدب، وفى علوم الدين، وكرامات الأولياء وحكاياتهم، ومكارم الأخلاق.
ولا يقف المؤلف عند ما بقى فى عصره أو عهده من قبور، بل يتطرق إلى ذكر ما اندثر من قبور الأبرار ومشاهدهم ومزاراتهم.
وإذا كان هذا الكتاب «مرشد الزوار إلى قبور الأبرار» قيما فى ذاته، فقد زاد من قدره تحقيق الأستاذ محمد فتحى أبو بكر له: إذ يعد سيادته محققا من الطراز الأول، قد أثبت جدارته من قبل فيما حققه من كتب مثل: كتاب «أدب الدنيا والدين» لأبى الحسن على بن محمد بن حبيب البصرى الماوردى (٣٦٤- ٤٥٠ هـ)، وكتاب «سراج الملوك» لأبى بكر محمد بن الوليد الفهرى الطرطوشى (٤٥١- ٥٢٠ هـ) وغيرهما. ويتضح من تحقيق الأستاذ محمد فتحى أبو بكر أنه ملمّ بعلوم اللغة، والدين، والتصوف، والتاريخ، والآثار، إلمام المتمكن الشغوف. كما يتضح من تعليقاته ما يتمتع به من صبر وجلد، وحبّ لنفع القرّاء وإفادتهم.
وأشهد أن المحقق قد كسا كتاب «مرشد الزوار إلى قبور الأبرار» بتحقيقه ثوبا قشيبا، وذلك بفضل ما أضفاه عليه، إذ أنه قد قام بنسخ الكتاب كله بيده، وضبط سياقه ونصّه، ونسّق نصّه إلى فقرات، دون الخروج على قواعد التحقيق المتبعة، وقام بالمقابلة بين نصوص مخطوطتى الكتاب، وأثبت الفروق فيما بينهما فى الحاشية، ولم يكتف بذلك، بل أكمل الكثير من النصوص التى سقطت سهوا فى إحدى المخطوطتين، معتمدا على المصادر التى استمدّ منها مؤلف الكتاب مادته، وصحح الكثير من التصحيفات والتحريفات، سواء فى النصوص، أو أسماء الأعلام، معتمدا على أمهات الكتب، كما أكمل النصوص التى يستدعى السياق إكمالها من خلال المصادر التى استقى منها المؤلف مادته، وقام بضبط الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والشعر، وبعض النصوص
€
المقدمة / 8