فصل فى آداب الزيارة*
ينبغى لمن عزم على الزيارة أن يتأدّب بآدابها، ويحضر قلبه في إعمال الفكر فيمن نزل بها، وكيف حالهم بعد السابغة ١ والنعيم، والحشم، والمراكب الفاخرة، والخدم بالأساندة العبيد ٢، ولا يكون حظّه الطواف ٣ على الأجداث والجدران، بل على آداب ٤ يجمعها عشرون وظيفة.
الوظيفة الأولى: إخلاص النية، فيقصد بزيارته وجه الله تعالى، وإصلاح فساد قلبه، ونفع الميت [بما يتلوه عنده من القرآن، والدعاء له، ولا يتجدّد قصده للحضور عند الميت] ٥ فى محفل من الناس، ليحكى أهل الميت وأقاربه بحضوره، على وجه المباهاة، ليستدعى بذلك حضورهم لزيارة من يموت من أقاربه ليكثر الجمع بهم، وهذا هو الغالب على الناس للحضور فى صحبته ٦.
1 / 32