الباب الثالث: في معنى قول النبي ﷺ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" وفيه فصول: الفصل الأول: في سرد الأحاديث في ذلك ففي الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله (١) أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله ﷺ قال: "أقرأني جبريل ﵇ على حرف واحد فراجعته [٢٨ ظ] فلم أزل استزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف" (٢) . وفيهما عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير (٣) أن المسور بن مخرمة (٤) وعبد الرحمن بن عبد القاري (٥) حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب

(١) هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، من أعلام التابعين، توفي سنة ٩٨هـ على خلاف "وفيات الأعيان ١/ ٣٤١، تذكرة الحفاظ ١/ ٧٤، تهذيب التهذيب ٧/ ٢٣". (٢) البخاري ٦/ ١٠٠، مسلم ٢/ ٢٠٢. (٣) هو عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة وأحد العلماء التابعين، توفي سنة ٩٣هـ على خلاف "الطبقات الكبرى ٥/ ١٧٨، وفيات الأعيان ١/ ٣٩٨، تهذيب التهذيب ٧/ ١٨٠". (٤) هو المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب القرشي الزهري، أبو عبد الرحمن، صحابي من فضلائهم، توفي بإصابة حجر من حجارة المنجنيق وهو يصلي سنة ٦٤هـ "الإصابة ٣/ ٤١٩، تهذيب التهذيب ١٠/ ١٥١". (٥) عبد الرحمن بن عبد القاري: هو من جلة تابعي أهل المدينة وعلمائهم، كان عاملا على بيت المال في خلافة عمر بن الخطاب، توفي سنة ٨٠هـ على خلاف "الطبقات الكبرى ٥/ ٥٧، تهذيب التهذيب ٦/ ٢٢٣".