187

وذكره ابن سعد في طبقاته (1) فقال: كان شديد التشيع، ويزعمون أنه كان على شرطة المختار، فوجهه الى عبدالله بن الزبير في ثمانمئة ليوقع بهم، ويمنع محمد بن الحنفية مما أراد به ابن الزبير. اه . حيث كان ابن الزبير حصر ابن الحنفية وبني هاشم، وأحاطهم بالحطب ليحرقهم، اذ كانوا قد امتنعوا عن بيعته، لكن أبا عبدالله أنقذهم من هذا الخطر، فجزاه الله عن أهل نبيه خيرا. وهذا آخر من أردنا ذكرهم في هذه العجالة، وهم مئة بطل من رجال الشيعة، كانوا حجج السنة وعيبة علوم الأمة، بهم حفظت الآثار النبوية، وعليهم مدار الصحاح والسنن والمسانيد، ذكرناهم بأسمائهم، وجئنا بنصوص أهل السنة على تشيعهم، والاحتجاج بهم، نزولا في ذلك على حكمكم، وأظن المعترضين سيعترفون بخطئهم فيما زعموه من أن أهل السنة لا يحتجون برجال الشيعة، وسيعلمون أن المدار عندهم على الصدق والأمانة، بدون فرق بين السني والشيعي، لو رد حديث الشيعة مطلقا لذهبت الآثار النبوية كما اعترف به الذهبي في ترجمة ابان بن تغلب من ميزانه (2) وهذه مفسدة بينة، وأنتم نصر الله بكم الحق تعلمون أن في سلف الشيعة ممن يحتج أهل السنة بهم غير الذي ذكرناهم، وأنهم أضعاف أضعاف تلك المئة عددا وأعلى منهم سندا، وأكثر حديثا، وأغزر علما، وأسبق زمنا، وأرسخ في التشيع قدما، ألا وهم رجال الشيعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وقد أوقفناكم على أسمائهم الكريمة في آخر فصولنا المهمة (3)، وفي التابعين ممن يحتج بهم من أثبات الشيعة، كل ثقة حافظ ضابط متقن حجة، كالذين استشهدوا في سبيل الله نصرة لأمير المؤمنين أيام الجمل الأصغر (4)، *** 189 )

Halaman 174