ومما أدهشه، أن قائد الكشافة أجابه ببيت شعر ملائم إذ قال: «لكن آه، يا أعدائي، وآه، يا أصدقائي
إنها تعطي ضوءا جميلا!»
فقال جيمي: «قد يكون أسلوبا لا بأس به، وقد يكون نوعا من الفلسفة الملائمة للكبار، لكنها مؤذية للصغار. فلا يوجد أي شيء مما تفعله يستحق أن تضعف نموك من أجله.» «أضعف ماذا؟» تساءل قائد الكشافة.
فأجابه جيمي: «أقصد أنك تجهد نفسك كثيرا في التمرين وتنام قليلا جدا، متبعا نهجا لا يزيدك حجما ولا قوة كما ينبغي لك. إنك تعاني إجهادا كبيرا للسيطرة على أولئك الصبية الضخام الثلاثة الذين تلعب معهم مما يجعلك لا تكتسب في ساعديك وساقيك قوة مثل التي لديهم. إن لم ترفق بنفسك قليلا وأكلت المزيد من الطعام المطهو بطريقة صحية في المنزل وقللت من تناول السجق أثناء جولات الكشافة، فسيلم بك ما تنبأت به بالضبط. ما دمت مزهوا للغاية لكونك قائد الكشافة، فمن الأفضل أن تتذكر أنك لا تستطيع الاحتفاظ بذلك المنصب إلا وأنت لائق بدنيا. من المستحسن أن تتوقف عن بعض الجولات وبعض المعارك والكثير من الأكل غير المنتظم.»
خاطبه قائد الكشافة بسخرية: «يا للهول!» وتابع: «تتحدث كأنني مصاب بداء الفم والحافر.»
وعندئذ لقي جيمي وجها في غاية الجدية، ويدين مضمومتين وعينين مرتفعتين - خطر له لوهلة التعبير الذي كان معروفا به في طفولته - حتى إنه لم يقو على كبت الضحك.
قال جيمي برصانة شديدة: «أتعلم أنني أصبحت مؤخرا أعتقد أن العمل واعظا ليس بالعمل السيئ. فهناك أشياء كثيرة أسوأ من محاولة نصح رجال آخرين أن يتطهروا، ويسلكوا سلوكا قويما، ويجتهدوا في العمل، وأن يكونوا رجالا بحق معنويا وجسديا.»
تقدم قائد الكشافة في السير وسبق جيمي إلى كشك السجق. وكذلك أخرج من جيبه ثمن شطيرتين. «سأدفع أنا اليوم! وإنه لمعيب نوعا ما أن أجعلك تدفع الحساب المرة الماضية حين كنا خمسة وأدفعه أنا اليوم ونحن اثنان فقط. لذلك سأدعوك أنا المرة القادمة ونصف مرة.»
ظل جيمي واقفا يحدق. «هل تحسب نقودك حسابا شديد الدقة؟»
فأجابه قائد الكشافة: «أجل.» وتابع: «فإن أسوأ المآزق التي قد تتورط فيها في هذا العالم هي تلك التي تقع فيها حين لا تنظم أموالك. يقول أبي إنه يعتقد أن كل المشكلات التي في العالم إن لم تكن بسبب النساء فهي بسبب المال، وفي أغلب الأحوال التي يكون فيها أحدهما هو المسئول عنها يكون الآخر ضالعا فيها أيضا.»
Halaman tidak diketahui