169

Pembela Lebah

مربي النحل

Genre-genre

فقال جيمي: «حسنا، أشك أنك ستجدين حصانا لديه ما لدى الكلب من قدرة على الحب. فقد جاور الكلب الإنسان قرونا عديدة ونال اهتماما كبيرا جدا حتى إنه أصبح أشبه بالبشر. فقد سبق ورأيت كلبا يفكر، وسبق وكدت أسمع كلبا يتكلم، وسبق وتمكنت الكلاب من أن تأتي أصواتا تفصح عما تريده.»

قالت جين: «بالتأكيد!» وتابعت: «كثيرا ما يستطيع كلب أبي أن يفعل ذلك، وكذلك تشام كلب أمي أيضا.»

ثم ذهبت هي إلى الخيول وذهب جيمي نحو الشاطئ.

الفصل الحادي والعشرون

ثم تأتي رؤية

حين بلغ جيمي الطريق، عبره ومضى هابطا عبر جسر منحدر يؤدي لرمال البحر الساخنة وأمواجه المتلاطمة. وأثناء نزوله، لاحظ على يمينه صخرة ناتئة بطريقة جعلت منها مقعدا ذا جاذبية خاصة. ومن خلال ملمس الكيس الذي يحمله ظن أنه عرف ما بداخله. ومن ثم مضى جيمي ليجلس على الصخرة، التي ظللتها من ناحية نبتة داتورا ضخمة ضخامة غير مألوفة، وقد تألقت تألقا شديدا أبواقها البيضاء الشبيهة بالزنابق بحوافها الزرقاء. وعلت بجانبها نبتة خطمي وردي، بارتفاع عشر أقدام، في سحابة زاهية ذات لون قرنفلي ضارب للوردي زادها تألقا أوراق خضراء فضية شبيهة بأوراق القيقب. مد يده في جيبه، وأخرج سكينه وفتحها، وفتح الكيس أيضا، ووجد ما توقعه؛ ثمرتي طماطم كبيرتين جدا وشديدتي الحمرة. فقد حان ميعاد احتسائه عصير الطماطم الصباحي. وقد اهتمت جين بحاجته؛ إذ رأت أنه إن كان لا يستطيع الحصول على العصير، فبإمكانه تناول الطماطم والحصول على فيتاميناته بشكل مختلف قليلا. وهكذا وضع جيمي إحدى الثمرات على الورقة بجانبه ونزع بسكينه طرف الساق واللب من الأخرى وبدأ ينزع القشر الرقيق قطعا صغيرة ويقطع الطماطم إلى شرائح صغيرة. وقد وجد نفسه مستمتعا بها أيما استمتاع. لقد أصبح معتادا على تناول الطماطم. وقد بلغ مرحلة تثور فيها معدته وتطالب به إن لم يحصل على عصير الطماطم في الساعة العاشرة وثلاثين دقيقة.

بينما هو جالس يستمتع بثمراته ويشاهد المئات يتدفقون جيئة وذهابا على الشاطئ، وجماعات أسرية هنا وهناك يحتمون بمظلات الشاطئ، وأناس بملابس السباحة يستلقون على الرمال، وأطفال يلعبون في الأمواج، وسباحون يسبحون بعيدا - وهي مظاهر الحياة اليومية للشاطئ في أوان الصيف - تنامى إلى أذنيه من خلفه جلبة أقل ما يقال عنها إنها تسترعي الانتباه، ثم جاء في تدافع على الجسر الذي على يساره أعجب تجمع من البشر رآه يوما مجتمعا في حشد. مكسيكي صغير ذو شعر أملس أسود وعينين سوداوين، ووجنتين متوردتين وشفتين حمراوين وأسنان لامعة. وشخص من الياكي، وهي إحدى قبائل السكان الهنود الأصليين، صغير رزين، ذو شعر أسود مزرق، ووجه مربع صغير، وفم واسع وعينين لامعتين وشفتين حمراوين. وإيطالي صغير، وسيم للغاية، بخصلات شعر مسترسلة ووجنتين بلون قمحي وكالعادة شفتين حمراوين وأسنان بيضاء. وهناك أيضا صغير إسباني وسيم ذو عينين نجلاوين، ومن الصين واليابان واليونان، ووجوه هندية صافية صغيرة نحاسية اللون بشعور ملساء وعيون غائرة يقظة، ووجنات بارزة ووجوه رزينة، ذات أجسام رشيقة مستقيمة ورءوس مرفوعة بإباء من ينتمي إلى أشد الأجناس التي سارت على الأرض فخرا.

أثناء تدفق هذا الخليط العجيب على الجسر من حوله، لاحظ جيمي أن كل واحد من الصغار كان إما يحمل سلة صغيرة أو يمسك بكيس صغير. بعضهم من الفتيان، والبعض الآخر من الفتيات. وجميعهم ذوو عيون متألقة، وجميعهم صغار، وجميعهم يتمتعون بالجمال، كل بطريقته، جميل جمال الشيء المثالي في زهرة الصبا.

توقف أولئك الذين وصلوا الشاطئ أولا ونظروا وراءهم، فيما جاء عند نهاية الجسر، بجانب جيمي، قريبا جدا منه حتى إنه كان بإمكانه أن يمد يده ويطولها، قدم صغيرة مقوسة وساق رفيعة تنتعل حذاء برقبة مرتفعة مخصصا للمسافات الطويلة. ثم ظهر سروال ذو لون كاكي، وبعد لحظة أخرى ظهرت فتاة طويلة رشيقة، مولية ظهرها له. كان الشكل لا ينم عن صبي بالمرة. فقد بدت واضحة ربلتا الساقين اللتين غطاهما الحذاء ذو الرقبة. كما بدت الأرداف والذراعان مستديرة والصدر ممتلئا. وكان العنق مشرئبا بسمو، يعلوه رأس جرى قص شعره شديد الكثافة على نحو جعله يبدو واقفا على الجوانب ومن الأعلى بينما تبعثر في خصل ملتفة كبيرة ناعمة، وتدلى على العنق من الوراء مثل شعر صبي.

حين رفعت القدم وأخذت خطوة إلى الأمام، نزل جيمي بنظره إلى المسار الممتد في الرمال وأخذ نفسا عميقا تعرف فيه على عبير المريمية وزهور الربيع وزهور رعي الحمام الرملية، رغم أن الهواء يمتلئ بشدة برائحة الثوم والمانجو والتامال (طبق مكسيكي). عندئذ تحديدا توقف قلب جيمي وظل متوقفا وقتا طويلا جدا حتى إنه لم يعرف إن كان سيعود للنبض ثانية أم لا. أغمض عينيه بشدة فرأى خصلة من شعر مبلل ترتطم بوجهه وتجتذبه. ثم فتح عينيه ليتأكد فرأى الرأس ذا الشعر المقصوص، فصاح في أعماقه وقال: «آه، يا لها من خسارة! يا لها من خسارة كبيرة! كيف تأتى لها أن تضحي بتاج جمالها، شعر حريري كشعرها؟»

Halaman tidak diketahui