140

Pembela Lebah

مربي النحل

Genre-genre

ثم اتخذ خط سير نحو أقرب كشك للسجق. وبعد عدة ياردات استدار الكشافة الصغير. «دعني أنبهك إلى شيء؛ إن استبدت بها الرغبة في الليل شأن المجرم العتيد، فربما تحاول كسر صندوقي. لذلك من المستحسن أن تأخذ المطرقة أو أي شيء يمكنها خلعه به من مخزن الأدوات وثبت النوافذ من الداخل حيث تقفل وأوصدها من الخارج. فإن لم تستطع العثور على أي شيء مناسب لتستخدمه في التكسير، فربما تترك الأمر حتى الصباح.»

وكان ذلك ما فعلته الآنسة ورذينجتون. فقد كانت متعبة هي نفسها. ولتكاسلها عن الطهو، تناولت خبزا وحليبا، ثم تحممت، وذهب إلى الفراش مبكرا، وكانت لا تزال نائمة حين وصل قائد الكشافة في الصباح. ومعتمدا على التأكيد باستدعائه إن لزم الأمر، جعل جيمي يترنح من قلة النوم، ثم استلقى على الفراش وراح في النوم. ومن ثم أصبح الموقف في ذلك اليوم معتمدا على الكشافة الصغير.

الفصل الثامن عشر

الكشافة الصغير يستعد للحرب

ظل الكشافة الصغير حتى الساعة العاشرة يؤدي مهام الطاهي والوصيفة وخادمة المنزل والمرسال، وأي شيء تطلبه الدخيلة. وفيما بعد أرسلت كومة من الأوراق غير المهمة إلى فرن النفايات القائم في منتصف الجزء الأسفل من جانب جيمي من الحديقة، في منتصف الطريق بين قفائر النحل الأسود الألماني والصف الطويل لقفائر النحل الإيطالي. وحين أشعل قائد الكشافة عود الثقاب وأشعل النار في الأوراق ووقف بضع دقائق ليشاهدها وهي تحترق، بلغه دوي مشئوم من مكان ما في اتجاه النحل الإيطالي حتى بات ملحوظا.

فقال الكشافة الصغير: «هممم. لا أدري سوى أنه من الأفضل استدعاء جيمي. فسوف يهاجر بعض من نحله.»

وبينما كان يسير في الممشى راجعا توقف برهة بجانب صنبور المياه. فقد أراد قائد الكشافة رش بضع قطرات للحفاظ على انتعاش حوض النعناع، لكن كان الخرطوم الأثقل وزنا هو المتصل به وممتدا في الممشى. حيث يمكن رؤية فوهته فوق إحدى أشجار الجاكرندا، مفتوحة بالحد الذي يسمح بخروج سيل ضعيف من القطرات بسرعة مناسبة لتمتصه الأرض وتروي الأشجار. بدا أن شجرة الجاكرندا تلك ذات معزة خاصة، فتحت ظلها الرقيق الأزرق الهادئ أمضى سيد النحل بعضا من أفضل الساعات التي عاشها في حياته وهو يسلي الكشافة الصغير. من ثم غادر قائد الكشافة الممشى الخلفي ودار حول المنزل، وفتح الفوهة أكثر بدرجة صغيرة، وأنزلها في موضع جديد كتعبير صغير على اهتمامه بتلك الجاكرندا المميزة.

حين لمست الفوهة الأرض بلغه من داخل المنزل صوت شيء يتحطم. فانتصب الكشافة الصغير بقامته بغتة، واتسعت عيناه، وانقبضت عضلاته، وبخطوة أخف من خطوته وهو يؤدي أفضل دوران أداه يوما، عبر نحو النافذة الجانبية. وبحذر، جعل الكشافة الصغير يشب حتى أطل من خلال النافذة المفتوحة في الوقت المناسب ليرى غطاء الصندوق العتيق مفتوحا عن آخره. وكانت المطرقة، التي لا بد أنها أخذت وخبئت في مكان ما في المنزل قبل أن يحكم جيمي إغلاقه، ملقاة على الأرض.

بأنفاس لاهثة تشبث قائد الكشافة بالنافذة وجعل يمعن النظر. لقد فات أوان الدبلوماسية. وأعلنت الحرب. فقد غزا العدو أقدس حصن لسيد النحل والكشافة الصغير ومربي النحل. وحان وقت التصرف. متشبثا بحافة النافذة، بعينين متسعتين وفم فاقهما اتساعا بكثير، جعل الكشافة الصغير يشاهد سلة المهملات التي كانت بجوار طاولة كتابة سيد النحل، سلة الطهي الهندية الكبيرة، وهي تملأ عشوائيا بكل ما يمكن التقاطه من الصندوق من صورة أو ورقة بدا أنها قد تحتوي على أقل تسجيل لأي معاملة. لم يترك سوى لعب ومجوهرات وحلي وأشرطة وأوشحة. كانت السلة مكدسة عن آخرها. بعد ذلك نهضت الآنسة ورذينجتون، وأخذت حفنة من عيدان الثقاب من صحن فوق رف المدفأة، والتقطت السلة، ومضت نحو الباب الخلفي.

بخفة هبط قائد الكشافة من حافة النافذة، وأسرع إلى شجرة الجاكرندا، والتقط الخرطوم، وانطلق بجانب العريشة المحملة بالكروم حتى وصل إلى الصنبور. توقف ليغلق الخرطوم ويفتح الصنبور حتى انتفخ الخرطوم وتلوى مثل الثعبان. جثم الكشافة الصغير وراء جدار الكروم شديد السمك وتشبث بالخرطوم، موجها عينيه نحو فرن النفايات، وما زال ينبعث منه دخان الأوراق التي كانت تحترق بداخله. حين اختلس النظر من خلال كروم العريشة وجد قائد الكشافة أن الفتاة لم تأت بعد، ومرة أخرى استرعى الطنين الرقيق انتباهه للمنطقة المجاورة للفرن. انحنى الكشافة الصغير وجعل يختلس النظر ذات اليمين وذات اليسار، وبينما هو يخطو بخفة، مع بقائه مستترا ليحصل على رؤية واضحة، شاهد الفتاة وهي تقترب. ثم جاء من قفيرين للنحل الإيطالي في الوقت نفسه تقريبا، مع هدير مشئوم، أسراب متدفقة من النحل مغادرة قفائرها، التي امتلأت بأقراص العسل واكتظت بالنحل، باحثة عن منازل جديدة بأمر من الملكة القديمة.

Halaman tidak diketahui