ولما قتل المنصور لاجين أقام القاتلون له عوضه ابن استاذه الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي السابق وخطبوا له بالقاهرة وهو إذ ذاك بالكرك لأن المنصور لاجين أنقله إليها لما ولي السلطنة وحضر الناصر من الكرك إلى القاهرة في رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وستمئة وناب له الأمير سيف الدين سلار واستقر الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير في أستاذ داريته وألهما تدبير الدولة وفي أيامه كانت وقعة وادي الحربدار بقرب مدينة حمص وذلك في يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين التقى عسكر المسلمين وعسكر التتار وفيهم ملكهم عازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ملك التتار فظهروا على المسلمين ووصلوا إلى دمشق ونزلوا بالمرج وخطبوا لغازان بدمشق وصار الناس رعيته وتعبوا لذلك كثيرا ثم رحلوا عن دمشق وأعيدت الخطبة بها للملك الناصر في سابع عشر رجب في السنة وفتحت جزيرة أرواد وهي بقرب أنطرسوس يوم الأربعاء ثاني صفر سنة اثنتين وسبعمئة أخذت عنوة وقتل منها نحو ألفين وأسر نحو خمسمئة وكان على المسلمين فيه مضرة وفي يوم السبت ثاني رمضان سنة اثنتين من السنة كانت وقعة بمرج الصفر وبتعجب بين المسلمين والتتار وكانوا جمعا عظيما فنصر الله المسلمين عليهم وحضر سلطانهم الملك الناصر هذه الوقعة ودام القتال بقية السبت وليلة الأحد ودخل السلطان الى دمشق عقيب الوقعة يوم الثلاثاء خامس رمضان ومعه الخليفة المستكفي والحمد لله وفي ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث
Halaman 83