ذلك مع الأفضل على العزيز وسار الأفضل إلى صرخد واستناب العزيز على دمشق عمه العادل وخطب للعزيز بها قليلا ثم مات العزيز في المحرم سنة خمس وتسعين وخمسمئة وله ثمان وعشرون سنة وكان قويا كريما عفيفا وأقاموا عوضه في السلطنة بمصر ولده المنصور على وهو مراهق وتولى تدبير دولة عمه الملك الأفضل وسار لحصار العادل بدمشق وحصر معه لحصره أخوه الظاهر من حلب ثم عاد إليها الظاهر وعاد الأفضل لمصر فأدركه عمه العادل عند الغرابي وسبقه الى مصر فتملكها وقال عن ابن أخيه المنصور بن العزيز إنه صبي وقطع خطبته وتسلطن بمصر ولده الكامل أبو المعالي محمد بن العادل في آخر سنة ست وتسعين وخمسمئة وفيها كان حصار الأفضل والظاهر بدمشق للعادل ولم يتجاسر أحد من الأمراء المصريين على أن يتكلم مع العادل في رده عن سلطنته لولده الكامل بمصر وسبب ذلك اشتغالهم بشدة القحط بسبب أن النيل كسر في ثلاثة عشر ذراعا إلا ثلاثة أصابع وعدمت الأقوات حتى أكلت الموتى من الآدميين ورجع الأفضل خائبا الى صرخد ثم انتقل الى سميساط ومات في صفر سنة اثنتين وعشرين وستمئة عن ست وعشرين سنة واشهر وفي سنة تسع وتسعين تمكن العادل من الممالك وأخرج المنصور
Halaman 66