فيسأله إفرادهما [عند حضورهما] (١) في مجلسه بالسماع، فيجيبه: "إن العلم لا يحل منعه"، حتى سمعاه مع عامة الناس عليه، بعد أن مشيا إليه (٢).
ويسأله في حَمْلِ الأمّة كافة على كتابه فيمتنع ويقول: "قد تفرّق أصحاب رسول الله ﷺ في البلاد، وأنا جمعت من حديث أهل المدينة ما جمعت، [ما] (٣) كان لله فسيبدو" (٤).
فَبَدا كما قال، وظهر وانبثّ في مدن الإِسلام، وانتشر بحسن نيته وبركته، وتركِهِ زخارف الدنيا رغبةً في آخرته، فَرَضِيَ الله عنه وأرضاه، وجزاه عن المسلمين خيرًا بما ألّفه وأملاه.
ولي فيه وفي كتابه الذي إن شاء الله أُمْلِيهِ مقطّعات، فَمِمَّا قلته فيه قديمًا:
إِمَامُ الْوَرَى في الشَّرْعِ بالشَّرْقِ مَالِكٌ ... بِالْغَرْبِ أَيْضًا في جَمِيعِ الْمَمَالِكِ
فمَنْ يَكُ سُنَيًّا وللشَّرْعِ تَابِعًا ... ولِلْعِلْمِ طَلاَّبًا عليه بِمَالِكِ (٥)