Pengenalan kepada Kajian Balaghah Arab
مقدمة لدراسة بلاغة العرب
Genre-genre
في سنة 1810، فكان من الوسائل التي نشرت في فرنسا الأفكار الأجنبية، وأظهرت للعالم الفرنسي ما لم يكن يعرفه خارج «منطقة» عقله ومباحثه القومية.
وقد رأينا أن منهج البلاغة في فرنسا كان تابعا للبلاغة اليونانية والرومانية فقط، أما الآن فقد ظهرت الموازنة بين بلاغات الأمم الأخرى والبلاغة الفرنسية، واتجهت الأفكار إلى أن في الجديد ما يصح أن يعجب به، وأخذ النقد يسير في طريق آخر، ويدعو إلى التأمل في بلاغات الأمم الأخرى، فخطا خطوة جديدة، وهي: أن الأدب صورة الاجتماع
La littérature est l’expression de la société
وأن الكتابة الأدبية زيادة عما فيها من فنون الكلام وضروب الإعجاب، بها شيء آخر غير ذلك، وهو قيمتها التاريخية، وأنه لا بد أن يلاحظ الناس أن هناك صلة متينة بين بلاغات الأمم ومدنياتهم المختلفة؛ لأنها دليل عليها وعلى مقدار ما أنتجته العقول والقرائح.
ثم عمل النقاد على ربط الكتابات الأدبية بالوسائل والأسباب التي أنتجتها، خلافا لما كان معروفا عندهم من فهم البلاغات بقطع النظر عن الأسباب والحوادث والأزمان، وجعلوا النقد جزأ من التاريخ العام، فأخذ النقد شكلا آخر بدخول القرن التاسع عشر. ثم جاء سنت بوف
Sainte Beufe (1804-1896) أكبر النقاد وأستاذهم جميعا، ودفع بالنقد الأدبي في طريق جديد، فإنه لم يكتف بفهم الأدب من البيئة أو من العوامل الأخرى، بل أراد أن تكون صلة الأدب بين الكتاب أنفسهم، وبين أمزجتهم وخواصهم النفسية والعقلية، فكان مذهب سنت بوف من المذاهب التي ساعدت التاريخ العام على كشف حقائق النفوس والأفراد، وصار النقد عبارة عن «معمل تحلل» فيه النفوس وخواصها، وأصبح إحدى وسائل علم النفس، وعلم سنت بوف الباحثين والقراء كيف يقرءون وكيف يبحثون، واتسعت على الباحثين دائرة معرفة الرجال ووسائل ذلك، ووصل سنت بوف إلى ترتيب العقول فصائل فصائل؛ لأن النقد عنده عبارة عن تاريخ طبعي للعقول والنفوس، يميز منها القوي من الضعيف، والأفكار العلمية من العقول الخيالية .
ومذهب سنت بوف في النقد من أعدل المذاهب وأقربها إلى الطريقة الأدبية، وقد ترك في كتاباته النفسية
المعروفة «بحديث الاثنين» مجموعة من التاريخ الطبعي للنفوس والأفكار لا توجد عند أمة أخرى، ولا في أدب غير الأدب الفرنسي، وهو أول من جعل النقد الأدبي وسيلة من وسائل علم النفس.
5
وجملة القول أن سنت بوف كان يهتم «بشخصيات» الكتاب والشعراء أكثر من غيرهم، فلم يكن من غرضه أن يعرف الاجتماع وآثاره من جولات الكتاب وميادين الفصاحة، بل كان يبحث عن الأمزجة الخاصة وصور النفوس من خطوات الأقلام في الصفحات والطروس، وكانت جميع أحكامه على المؤلفات أحكاما على المؤلفين أنفسهم، وكان يقفو أثر المؤلف ويرافقه في منزله وحياته الخاصة، ويشرف عليه وهو عند أصدقائه وفي مجتمعاته، ويتجسس عليه ليقف على أسراره النفسية وعواطفه وميوله، ويعرف منه الخبيث والطيب، وعلو النفس وانحطاطها، وعقله وفكره وأهواءه ...
Halaman tidak diketahui