Muqabasat
المقابسات
Penyiasat
حسن السندوبي
Penerbit
دار سعاد الصباح
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٩٩٢ م
المقابسة الخامسة والأربعون
في شيء من مذكرات المؤلف مع بعض الأطباء
ذاكرت طبيبًا شاهدته بجند يسابور بشيء من العلم، فما أذكر تلك المذاكرة، وتلك المسئلة، وتلك الفائدة إلا سنح شخص ذلك الشخص وكان يكني أبا الطيب لعيني، وتمثل في وهمي وحتى كأني أراه قريبًا معي، وحاضرًا عندي! وطال عجبي من ذلك؟ فرأيت أبا سليمان في المنام فسألته عن الحالة التي قد شغلتني بالتعجب منها، والأمر الذي توالى على من أجلها؟ فقال لي في الجواب قولًا ميقظًا تما التأم من جملته في اليقظة ما أثار اسمه وحاكيه في هذا الموضع.
قال: أما تعلم أن المبدأ الأول والأصل والعلة مفتقر إليه بالطبع والضرورة، ومعترف به بالوجوب الذي ليس فيه مرية ولا شبهة؟! قلت: بلى.
قال: فالثاني مشعر أبدًا بالأول، والأول مشعر بنفسه، والثاني مشعور به أيضًا، ولكن الأول، والأول مع هذا هو الثاني، والثاني هو الأول. ولكن اختلفت الرسوم ولم تختلف الحقائق. إلى ههنا يخلص لي ما تبينته، وهو ظاهر كما به قال: لما كان من صدور المذاكرة من جهته وتمت بمطاولته، وحصلت الفائدة بوساطته، إشتاقت النفس وتلبست بصورته، وجدانًا منها للمبدأ، ونزاعًا نحو الأول، واستشعارًا للسكون معه، لأنها تعشق بالذات أبدًا الأول، ويعشق كل أول للشبه القائمة فيه والشبه الموجودة به من الأول بالإطلاق، فكل مريد من كل ضرب طبيعي وإرادي وفكري وخلقي
1 / 214