[المجلد الأول]
بسم الله الرّحمن الرّحيم المقدمة ١- تعريف التاريخ وأهميته وفوائده وفروعه.
٢- ترجمة وافية لابن الجوزي.
٣- كتاب المنتظم: ومنهجه وأسلوبه ومصادره، وأهميته، ومختصراته والذيول عليه.
٤- عرض للمخطوطات التي تم الاستعانة بها واعتمادها في تحقيق الكتاب.
٥- منهج التحقيق.
٦- ثبت المراجع والمصادر المعتمدة عليها في التحقيق.
1 / 3
[مقدمة المحقق]
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. ١: ١- ٧ والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا، وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا الله. ٧: ٤٣ وصلى الله على خيرته المصطفى لوحيه، المنتخب لرسالته، المفضل على جميع خلقه، بفتح رحمته، وختم نبوته، وأعم ما أرسل به مرسل قبله، المرفوع ذكره مع ذكره في الأولى، والشافع المشفع في الأخرى، أفضل خلقه نفسا، وأجمعهم لكل خلق رضيه في دين ودنيا، وخيرهم نسبا ودارا: محمد عبده ورسوله، وعلى آل محمد وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فإن الحمد للَّه تعالى أن أعاننا على إخراج هذا الكتاب الّذي يعدّ موسوعة تاريخية نادرة لم يسبق لها مثيل. وكيف لا وصاحبه هو واحد من أساطين المؤرخين الذين برعوا في هذا المجال وفي غيره من فروع العلم، ألا وهو مؤرخ القرن السادس الهجريّ الإمام عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي ﵀ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
فقد عاش الإمام ابن الجوزي في فترة تميزت بتغيرات سياسية واجتماعية واسعة النطاق، تخللته أيضا تيارات فكرية مختلفة، فقد عاش ابن الجوزي في مركز الخلافة العباسية بغداد، وأدرك معظم القرن السادس الهجريّ، وبذلك يكون قد عايش ستة من الخلفاء العباسيين هم: المسترشد باللَّه والّذي تولى الخلافة العباسية من عام ٥١٢ هـ-
1 / 5
وحتى ٥٢٩ هـ-. ثم الراشد باللَّه في الفترة ما بين سنة ٥٢٩ هـ- وحتى ٥٣٢ هـ-. ثم المقتفي لأمر الله من ٥٣٢ هـ- وحتى ٥٥٥ هـ-. ثم المستنجد باللَّه من ٥٥٥ هـ- وحتى ٥٦٦ هـ-. ثم المستضيء بأمر الله من ٥٦٦ وحتى ٥٧٥ هـ-. ثم أخيرا الناصر لدين الله الّذي تولى الخلافة عام ٥٧٥ هـ- وحتى عام ٦٢٢ هـ- وتوفي ابن الجوزي أثناء خلافته في عام ٥٩٧ هـ-. فقد تميزت هذه الفترة بعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والفكري فكانت مادة خصبة للتأريخ، فلم يضن على المكتبة العربية الإسلامية بالجهد، وشمّر عن ساعديه، وقدح زناد فكره، فقدّم لنا هذه الموسوعة التاريخية الهائلة التي هي بين أيدينا الآن بعد غياب قرون عديدة.
فقد بذل فيه ابن الجوزي جهدا كبيرا لم تظفر به بقية مصنفاته إلى حدّ جعله يقوم باختصاره في كتاب آخر سمّاه «شذور العقود» [١] .
وبعد جهد متواضع منّا دام سنوات ثلاثا في تحقيق هذا الكتاب أصبح الآن في متناول أيدي طلبة العلم، وأضيف إلى المكتبة الإسلامية درّة ثمينة غابت طويلا إلى أن كتب الله تعالى لها الظهور.
وبعد: فنحن إذ نقدم لكتاب موسوعي مثل هذا لا بد في البداية أن نعرض للنقاط الرئيسية التي تشتمل عليها المقدمة وهي:
١- تعريف التاريخ وأهميته وفوائده وفروعه.
٢- ترجمة وافية للمؤلف.
٣- كتاب المنتظم: منهجه، وأسلوبه، ومصادره، وأهميته، مختصراته والذيول عليه.
٤- عرض للمخطوطات التي تم الاستعانة بها واعتمادها في تحقيق الكتاب.
٥- منهج التحقيق.
٦- ثبت المراجع والمصادر التي تم الاعتماد عليها في التحقيق.
هذا وسنفرد جزءا- إن شاء الله- مستقلا للفهارس العلمية التي أعددناها والتي سنعرض لها في مقدمة الجزء الخاص بالفهارس.
_________
[١] قمنا بتحقيقه وهو قيد الطبع الآن.
1 / 6
نرجو من الله تعالى أن يتقبل منا هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ويكون لنا لا علينا يوم القيامة، إنه قريب مجيب.
ونأمل أن يحظى عملنا قبول طلبة العلم، وأن يجعل الله تعالى لهم فيه ضالتهم المنشودة، كما نرجو ممن تقع يده على خطأ أو زلة قلم أن يصححه ويلتمس لنا العذر، ويدعو الله أن يغفر لنا، فقد أبى الله تعالى أن يكمل إلا كتابه.
1 / 7
- ١- تعريف التاريخ وأهميته وفوائده وفروعه
تعريف التاريخ لغة:
قال السخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» [١]: التاريخ لغة الإعلام بالوقت، يقال:
أرخت الكتاب، وورخته، أي: بينت وقت كتابته.
قال الجوهري: التاريخ تعريف الوقت، والتوريخ مثله، يقال: أرخت وورخت.
وقيل: اشتقاقه من الأرخ- بفتح الهمزة وكسرها- وهو صغار الأنثى من بقر الوحش، لأنه شيء حدث كما يحدث الولد.
قال أبو الفرج قدامة بن جعفر الكاتب في كتاب «الخراج» له: تاريخ كل شيء آخره، فيؤرخون بالوقت الّذي فيه حوادث مشهورة.
تعريف التاريخ اصطلاحا:
قال السخاوي في «الإعلان بالتوبيخ»: [٢] وفي الاصطلاح: التعريف بالوقت الّذي تضبط به الأحوال من مولد الرواة والأئمة، ووفاة، وصحة، وعقل، وبدن، ورحلة، وحج، وحفظ، وضبط، وتوثيق، وتجريح، وما أشبه هذا، مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة، من ظهور ملمة، وتجديد فرض، وخليفة، ووزير، وغزوة، وملحمة، وحرب، وفتح بلد وانتزاعه من متغلب عليه، وانتقال دولة، وربما يتوسع فيه لبدء الخلق وقصص
_________
[١] الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، للسخاوي صفحة ١٤- ١٧ ط. دار الكتب العلمية.
[٢] الإعلان بالتوبيخ، صفحة ١٧.
1 / 8
الأنبياء، وغير ذلك من أمور الأمم الماضية، وأحوال القيامة ومقدماتها مما سيأتي. أو دونها: كبناء جامع، أو مدرسة، أو قنطرة، أو رصيف، أو نحوها، مما يعم الانتفاع به مما هو شائع ومشاهد، أو خفي: سماوي: كجراد وكسوف وخسوف، أو أرضي: كزلزلة وحريق وسيل وطوفان وقحط وطاعون وموتان وغيرها من الآيات العظام والعجائب الجسام.
والحاصل أنه فن يبحث فيه عن وقائع من حيثية التعيين والتوقيت، بل عما كان في العالم.
أهمية التاريخ وفائدته:
قال ابن الجوزي في مقدمة هذا الكتاب [١]: وللسير والتواريخ فوائد كثيرة أهمها فائدتان:
إحداهما: أَنَّهُ إِن ذكرت سيرة حازم ووصفت عاقبة حاله، أفادت حسن التدبير واستعمال الحرم، أو سيرة مفرط ووصفت عاقبته أفادت الخوف من التفريط، فيتأدب المتسلط، ويعتبر المتذكر، ويتضمن ذَلِكَ شحذ صوارم العقول، ويكون روضة للمتنزه فِي المنقول.
وَالثَّانِيَة: أَن يطلع بِذَلِكَ عَلَى عجائب الأمور وتقلبات الزمن وتصاريف القدر، وسماع الأخبار.
وقال المسعودي [٢]: إنه علم يستمتع به العالم والجاهل، ويستعذب موقعه الأحمق والعاقل، فكل غريبة منه تعرف، وكل أعجوبة منه تستظرف، ومكارم الأخلاق ومعاليها منه تقتبس، وآداب سياسة الملوك وغيرها منه تلتمس، يجمع لك الأول والآخر، والناقص والوافر، والبادي والحاضر، والموجود والغابر، وعليه مدار كثير من الأحكام، وبه يتزين في كل محفل ومقام، وإنه حمله على التصنيف فيه وفي أخبار العالم محبة احتذاء المشاكلة التي قصدها العلماء وقفاها الحكماء، وأن يبقى في العالم ذكرا محمودا، وعلما منظوما عتيدا.
_________
[١] انظر مقدمة الكتاب.
[٢] انظر مقدمة مروج الذهب ١/ ٤ ط القاهرة.
1 / 9
فروع علم التاريخ:
قال السخاوي [١]: وأما التصانيف في التاريخ فكثيرة جدا، لا تدخل تحت الحصر، بحيث قال الحافظ العلاء مغلطاي الحنفي في كتاب «إصلاح ابن الصلاح» له فيما قرأته بخطه: رأيت من ملك نحوا من ألف تصنيف فيه.
ثم قال السخاوي: ورأيت بخط المؤرخ العمدة أبي عبد الله الذهبي ما نصه:
فنون التواريخ التي تدخل في تاريخي الكبير المحيط، ولم أنهض له، ولو عملته لجاء في ستمائة مجلد:
١- سيرة نبينا ﷺ.
٢- قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
٣- تاريخ الصحابة ﵃.
٤- تاريخ الخلفاء من الصحابة، ومن بني أمية، وبني العباس، ومعهم المروانية بالأندلس والعبيدية بالمغرب ومصر.
٥- تاريخ الملوك والدول والأكاسرة والقياصرة ومعهم ملوك الإسلام: كابن طولون، والإخشيد، وابن بويه، وابن سلجوق ونحوهم. وملوك خوارزم، والشام، وملوك التتار، ومن لقّب بالملك.
٦- تاريخ الوزراء أولهم: هارون ﵇، وأبو بكر وعمر، وطائفة.
وبعضهم دخل في الأنبياء، وفي الخلفاء، وغير ذلك، وفي الملوك.
٧- تاريخ الأمراء، والأكابر، ونواب المماليك، وكبار الكتاب. ومنهم من الموقعين، وبعضهم أدباء وشعراء.
٨- تاريخ الفقهاء وأصحاب المذاهب، وأئمة الأزمنة، والفرضيين.
٩- تاريخ القراء بالسبع.
١٠- تاريخ الحفاظ.
١١- تاريخ مشيخة المحدثين وأئمتهم.
١٢- تاريخ المؤرخين.
_________
[١] الإعلان بالتوبيخ، للسخاوي ص ١٥٠- ١٥٤.
1 / 10
١٣- تاريخ النحاة، والأدباء، واللغويين، والشعراء، والبلغاء، والعروضيين، والحسّاب.
١٤- تاريخ العباد، والزهاد، والأولياء، والصوفية، والنساك.
١٥- تاريخ القضاة، والولاة ومعهم تاريخ الشهود، والأمناء.
١٦- تاريخ المعلمين، والوراقين، والقصاص، والطرقية، والغرباء.
١٧- تاريخ الوعاظ، والخطباء، وقراء الأنغام، والندماء، والمطربين.
١٨- تاريخ الأشراف، والأجواد، والعقلاء، والأذكياء، والحكماء.
١٩- تاريخ الأطباء، والفلاسفة، والزنادقة، والمهندسين، ونحو ذلك.
٢٠- تاريخ المتكلمين، والجهمية، والمعتزلة، والأشعرية، والكرامية، والمجسمة.
٢١- تاريخ أنواع الشيعة، من الغلاة، والرافضة، وغير ذلك.
٢٢- تاريخ فنون الخوارج، والنواصب، وأنواع المبتدعة وأهل الأهواء.
٢٣- تاريخ أهل السنة من علماء الأمة، وصوفيتها، وفقهائها، ومحدثيها.
٢٤- تاريخ البخلاء، والطفيلية، والثقلاء، والأكلة، وذوي الحمق والخيلاء، والسفهاء.
٢٥- تاريخ الأضراء، والزمنى، والصم، والخرس، والحدبان.
٢٦- تاريخ المنجمين، والسحرة، والكيميائيين، والمطالبين والمشعوذين.
٢٧- تاريخ النسابين، والأخباريين، والأعراب.
٢٨- تاريخ الشجعان، والفرسان، والشطار، والسعاة.
٢٩- تاريخ التجار، وعجائب الأسفار، والبحار، وغرباء البحرية، والمجردين.
٣٠- تاريخ أولي الصنائع العجيبة، والرشقين في أشغالهم، واقتراحاتهم، وتوليدهم فنون الأعمال.
٣١- تاريخ الرهبان، وأولي الصوامع، والخلوات والأحوال الفاسدة.
1 / 11
٣٢- تاريخ الأئمة، والمؤذنين، والموقتين، والمعبرين، والعامة.
٣٣- تاريخ قطاع الطريق، والغداوية، ولعّاب الشطرنج والنرد والقمار.
٣٤- تاريخ الملاح، والعشاق، والمتيمين، والرقاصين، وشربة الخمور، والعرر، وأهل الخلاعة، والقيادة، والكذب، والأبنة.
٣٥- تاريخ أولي الدهاء والحزم والتدبير والرأي والخداع والحيل.
٣٦- تاريخ المنديين، والمخايلين، والصانعين، والفرشيين، والمخنثين، وأهل المجون، والمزاح، والتجر، والتلار، والكذب.
٣٧- تاريخ عقلاء المجانين، والموسوسين، والمتمرين، والمدمغين، والمطعومين.
٣٨- تاريخ السائلة، والشحاذين، والمتمنين، والحرافشة والجمرية.
٣٩- تاريخ قتلى القرآن والحب والسماع والفرع والحال.
٤٠- تاريخ الكهان، وأولي الخوارق والكشف الّذي كأنه كرامات، من الفسقة وغيرهم
.
1 / 12
- ٢- الإمام ابن الجوزي مؤلف الكتاب [١]
اسمه ولقبه ونسبه ومولده:
هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن جعفر الجوزي. ينتهي نسبه إلى خليفة رسول الله ﷺ: أبي بكر الصديق ﵁ [٢] . فهو عربي أصيل، قرشي تيمي.
واختلف في نسبة تقديما وتأخيرا، إلا أن أصح نسبة هي ما ضبطها سبطه في «مرآة الزمان» وهي: عبد الرحمن بن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن النصر بن القاسم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسم بْن مُحَمَّد بْن أبي بكر الصديق ﵁ [٣] .
يكنى ابن الجوزي بأبي الفرج، وكان يلقب وهو صغير بالمبارك، ثم لقب بجمال الدين، شيخ وقته، وإمام عصره، والحافظ المفسر، والفقيه الواعظ، والأديب [٤] .
أما عن نسبة الجوزي- بفتح الجيم وسكون الواو وبعدها زاي- فقد اختلف فيها العلماء. فقيل: إن جد الأسرة قد عرف بهذه النسبة لسكناه في دار بواسط بها جوزة لم يكن بواسط جوزة سواها. وقيل: إن هذه النسبة ترجع إلى بيع الجوز، أو إلى مشرعة الجوز ببغداد، وقيل غير ذلك.
_________
[١] البداية والنهاية ١٣/ ٨. ووفيات الأعيان ٢/ ٣٢٢. والجامع المختصر، لابن الساعي ٩/ ٦٥. والنجوم الزاهرة ٦/ ١٧٥. طبقات الحنابلة ١/ ٣٩٩. وتاريخ ابن الوردي ٢/ ١٦٩. ومرآة الزمان ٨/ ٣١٠ لسبط ابن الجوزي. دول الإسلام ١/ ١٠٦. وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٤٢.
[٢] لفتة الكبد ص ٩٠.
[٣] مرآة الزمان ٨/ ٣١٠.
[٤] مرآة الزمان ٨/ ٣١٠. ودول الإسلام ١/ ١٠٦. والذيل على طبقات الحنابلة ٣/ ٣٩٩- ٤٠٠.
1 / 13
قال سبط ابن الجوزي في «مرآة الزمان»: ورأيت بخط ابن دحية المغربي قال:
وجعفر الجوزي منسوب إلى فرضة من فرض البصرة يقال لها: جوزة [١] .
ولد ابن الجوزي بدرب حبيب ببغداد [٢]، واختلف المؤرخون في تاريخ ميلاده:
فذهب البعض إلى أنه ولد في سنة ثمان وخمسمائة. وقيل: سنة تسع. وقيل: سنة عشر.
ولكن ذكر سبطه في «مرآة الزمان» في حوادث عام ٥١٠ هـ-، قال: وفيها ولد جدي ﵀ على وجه الاستنباط لا على وجه التحقيق. وقال: سألته عن مولده غير مرة وفي كلها يقول: ما أحقق ولكنه يكون تقريبا في سنة ٥١٠ هـ-[٣] .
وقال الدمياطيّ في «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» نقلا من خط ابن الجوزي قوله: لا أحقق مولدي، غير أنه مات والدي في سنة أربع عشرة، وقالت الوالدة: كان لك من العمر نحو ثلاث سنين [٤] .
وكذلك وجد بخط ابن الجوزي في كتابه «لفتة الكبد في نصيحة الولد» إشارة إلى أنه صنّفه سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وقال: ولي من العمر سبع عشرة سنة [٥] .
وبذلك يتحقق لنا تحديد ميلاد ابن الجوزي في سنة إحدى عشرة وخمسمائة هجرية.
نشأته العلمية ونبوغه:
ينتمي ابن الجوزي إلى أسرة اشتغلت بالتجارة، فكان والده يتجر في النحاس، لأنه قد وجدت في بعض الأسماع لابن الجوزي لقب «الصفّار» نسبة إلى النحاس [٦] .
ويقول ابن الجوزي في «نصيحة الولد»: واعلم يا بني أننا من أولاد أبي بكر الصديق، ثم تشاغل سلفنا بالتجارة والبيع والشراء [٧] .
_________
[١] مرآة الزمان ٨/ ٣١٠.
[٢] مرآة الزمان ٨/ ٣١٠. والنجوم الزاهرة ٦/ ١٧٥.
[٣] مرآة الزمان ٨/ ٣١٠.
[٤] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص ٤١٨.
[٥] لفتة الكبد في نصيحة الولد، لابن الجوزي.
[٦] مرآة الزمان ٨/ ٣١٠.
[٧] لفتة الكبد في نصيحة الولد، ص ٤٧.
1 / 14
وقال أيضا: واعلم يا بني أن أبي كان موسرا، وخلف ألوفا من المال [١] .
ويوضح ابن الجوزي حاله منذ صغره فيقول: إن أبي مات وأنا لا أعقل، والأم لا تلتفت إليّ [٢] .
فقد كان والده قد توفي، وله من العمر ثلاث سنين، وبقيت والدته على قيد الحياة، حيث سبقها إلى الموت بأيام في عام ٥٩٧ هـ-.
ولما بلغ ابن الجوزي سن التمييز مضت به عمته [٣] إلى الشيخ أبي الفضل محمد بن ناصر، الفقيه اللغوي، الّذي تولى تعليم وتثقيف ابن الجوزي، فأحفظه القرآن والحديث. وساعده في الوصول إلى العلماء المتخصصين في شتى العلوم.
ويقول ابن الجوزي عن هذه الفترة من حياته: إن أكثر الإنعام عليّ لم يكن بكسبي، وإنما هو تدبير اللطيف بي، فإنّي أذكر نفسي ولي همة عالية وأنا في المكتب ابن ست سنين، وأنا قرين الصبيان الكبار، وقد رزقت عقلا وافرا في الصغر. فما أذكر أني لعبت في الطريق مع الصبيان قط، ولاضحكت ضحكا خارجا، حتى إني كنت ولي سبع سنين أو نحوها أحضر رحبة الجامع، فلا أتخير حلقة مشبعة، بل أطلب المحدث، فيتحدث بالسير فأحفظ جميع ما أسمعه، وأذهب إلى البيت فأكتبه، ولقد وفق لي شيخنا أبو الفضل بن ناصر ﵀، وكان يحملني إلى الشيوخ، فأسمعني المسند وغيره من الكتب الكبار، وأنا لا أعلم ما يراد مني، وضبط لي مسموعاتي إلى أن بلغت، فناولني ثبتها، ولازمته إلى أن توفي ﵀، فنلت به معرفة الحديث والنقل، ولقد كان الصبيان ينزلون إلى دجلة ويتفرجون على الجسر، وأنا في زمن الصغر آخذ جزءا من القرآن وأقعد حجزة من الناس، فأتشاغل بالعلم [٤] .
ولقد كان ابن الجوزي شغوفا محبا لطلب العلم مهما كلفه من عناء في طلبه، فهو يقول في ذلك: ولقد كنت في حلاوة طلبي للعلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى
_________
[١] لفتة الكبد، ص ٣٨.
[٢] صيد الخاصر، لابن الجوزي، ص ١٩٢.
[٣] وقيل أن عمه هو حمله إلى الشيخ ابن ناصر. انظر: المستفاد من ذيل تاريخ بغداد، للدمياطي- ٤١٦- ٤١٧. وذيل طبقات الحنابلة ١/ ٤٠١ والبداية والنهاية ١٣/ ٢٩.
[٤] لفتة الكبد في نصيحة الولد، لابن الجوزي ص ٢٣- ٢٤.
1 / 15
من العسل لأجل ما أطلب وأرجو. كنت في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث، وأقعد على نهر عيسى، فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها، وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم. وأثمر ذلك عندي من المعاملة ما لا يدرك بالعلم، حتى انني أذكر في زمان الصبوة ووقت الغلمة والعزبة قدرتي على أشياء كانت النفس تتوق إليها توقان العطشان إلى الماء الزلال، ولم يمنعني عنها إلا ما أثمر عندي من العلم من خوف الله ﷿، ولولا خطايا لا يخلو منها البشر لكنت أخاف على نفسي من العجب [١] .
وكانت مدينة بغداد يومئذ شأنها في كل عهودها العربية الإسلامية زاخرة بالمعاهد والعلماء، ولم تفتر فيها الحركة العلمية إطلاقا، فساعد ذلك ابن الجوزي على الاختلاف إلى شيوخه في وقت مبكر في حياته حدده بعضهم بعام ٥١٦ هـ-، وآخرون بعام ٥٢٠ هـ-. بيد أن ابن الجوزي كان أكثر تطرفا في هذا الشأن إذ ذكر سماعه على محمد بن محمد الخزيمي (ت ٥١٤ هـ-) وقال: «ورأيت من مجالسه أشياء قد علقت عنه فيها كلمات ولكن أكثرها ليس بشيء فيها أحاديث موضوعة وهذيانات فارغة يطول ذكرها» وكان عمره يومئذ في أكثر تقدير خمسة أعوام إذا أخذنا بتحديد ميلاده عام ٥٠٨ هـ-، وإلا فإن عمره- في هذا النص لو صح- لا يتجاوز الثلاث سنين، وهو أمر مستبعد. ولكنه من الثابت أنه أقبل على الدرس منذ نعومة أظفاره يدفعه إلى ذلك تشجيع ذويه وميوله الذاتية. وقد أكسبه حب العلم والإقبال عليه ثقافة واسعة مستمدة من معاهد العلم في بغداد، لأنه لم يخرج منها طيلة حياته إلا لأداء فريضة الحج وأخيرا نفيه إلى واسط، ومن ثم فإن ثقافته بغدادية خالصة، ولا يقدح بثقافته كونها لم تتجاوز حدود بغداد إلى غيرها من الحواضر الإسلامية، ذلك أن بغداد كانت ملتقى رجال العلم والفكر من شتى أنحاء العالم الإسلامي، ومن هنا فهي تمثل عالم الإسلام كله من أقصاه إلى أقصاه بلا استثناء [٢] .
وليس أدلّ على أن ابن الجوزي يعد من أئمة عصره في شتى العلوم، من قول أئمة
_________
[١] صيد الخاصر. لابن الجوزي ص ١٩١، ١٩٢.
[٢] كتاب المنتظم، دراسة في منهجه وموارده وأهميته، للدكتور حسن عيسى علي الحكيم. ص ٤٦، ٤٧. ط عالم الكتب بيروت.
1 / 16
النقد فيه فقد قال عنه الإمام الذهبي: وله في كل علم مشاركة، لكنه كان في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحفاظ، وفي التاريخ من المتوسعين، ولديه فقه كاف، وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية [١] .
فلم يقتصر ابن الجوزي على فن واحد من فنون العلم، فهو نفسه يقول: «ولم أقنع بفن واحد، بل كنت أسمع الفقه والحديث، وأتبع الزهاد، ثم قرأت العربية، ولم أترك أحدا ممن يروي ويعظ، ولا غريبا يقدم، إلا وأحضره وأتخير الفضائل» [٢] .
ففي علم التفسير كان من الأعيان كما قال عنه الذهبي، فقد فسّر القرآن كله في مجلس الوعظ، كما قال: «ما عرفت واعظا فسر القرآن كله في مجلس الوعظ منذ نزل القرآن، فالحمد للَّه المنعم» [٣] وقد كان من أبرز ما ألّف ابن الجوزي في القرآن الكريم هو كتاب «زاد المسير في علم التفسير»، و«المغني» .
وفي علم الحديث كان من الحفاظ، فقد كتب الحديث وله إحدى عشرة سنة، وسمع قبل ذلك على حدّ قوله [٤] . قال أبو محمد الدبيثي: إليه معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه وسقيمه، وله فيه المصنفات من المسانيد والأبواب والرجال ومعرفة ما يحتج به. وقال ابن الساعي في «الجامع المختصر»: روى الحديث عن خلق كثير وسمع الناس منه وانتفعوا به وكتب بخطه ما لا يدخل تحت الحصر، وخرج التخاريج، وجمع شيوخه، وأفرد المسانيد، وبيّن الأحاديث الواهية والضعيفة [٥] . وقد كان من أبرز مؤلفاته في الحديث: «جامع المسانيد»، و«الحدائق»، و«الموضوعات» .
وفي الوعظ هو عالم العراق وواعظ الآفاق، فقد بدأ ابن الجوزي الوعظ في التاسعة من عمره، وهو سن مبكر يدل على ذاكرة واعية، وبديهة حاضرة، وذكاء حاد، ونبوغ مبكر، لأن وعظه في هذه السن كان له أثره، وكان يحضر مجلس وعظه الكثيرون، يسمعون له، ويتأثرون به، فيقول ابن الجوزي عن مدى تأثيره في الناس: «وضع الله لي
_________
[١] تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/ ١٣٤٧.
[٢] صيد الخاصر ص ١٣٥. ولفتة الكبد ص ٢٤. كلاهما لابن الجوزي.
[٣] المنتظم ١٠/ ٢٥١ من طبعة الهند، الجزء الثامن عشر من هذه الطبعة.
[٤] المنتظم ٧/ ١٨٢ من طبعة الهند.
[٥] الجامع المختصر لابن الساعي ٩/ ٦٦.
1 / 17
القبول في قلوب الخلق فوق الحد، وأوقع كلامي في نفوسهم، فلا يرتابون بصحته، وقد أسلم على يدي نحو مائتين من أهل الذمة، ولقد تاب في مجالسي أكثر من مائة ألف، وقد قطعت أكثر من عشرين ألف سالف مما يتعاناه الجهال» [١] .
وفي حقيقة الأمر أن ابن الجوزي كواعظ يحتاج إلى دراسة متوسعة تتناول أسلوبه ومنهجه ونماذج من وعظه وأثر وعظه على المجتمع الّذي كان يعيش فيه، مما يجعلنا نقتصر في هذا المقام على مجرد الإشارة إلى ابن الجوزي الواعظ كجانب من جوانب نبوغه وعلمه فقط.
قال ابن رجب: «إن مجالسه الوعظية لم يكن لها نظير، ولم يسمع بمثلها، وكانت عظيمة النفع، يتذكر بها الغافلون، ويتعلم منها الجاهلون، ويتوب فيها المذنبون، ويسلم فيها المشركون» [٢] .
ولعل من أبرز ما كتبه في الوعظ: «التبصرة»، و«المنتخب»، و«المدهش»، و«بحر الدموع» .
أما في الفقه فلا بد وأن يكون فقيها، وكيف لا وهو الواعظ المفسر الحافظ، فهو حنبلي المذهب مجتهد في بعض الآراء، فمن أبرز ما ألّف في الفقه: «الإنصاف في مسائل الخلاف» و«عمدة الدلائل في مشهور المسائل» و«المذهب في المذهب» و«مسبوك الذهب» وغير ذلك.
وفي التاريخ هو من المتوسعين، وليس أدل على ذلك من كتاب «المنتظم» هذا الّذي نحن بصدد التقديم له. كما أن كتب المناقب التي كتبها تعد موسوعة تاريخية متخصصة كل في موضوعة، منها «مناقب أحمد بن حنبل»، و«مناقب بغداد»، و«مناقب الحسن البصري»، و«مناقب عمر بن الخطاب»، و«مناقب عمر بن عبد العزيز»، و«مناقب سفيان الثوري» وغيرها.
هذا بالإضافة إلى نبوغه في الأدب واللغة والشعر، فقد قال الذهبي: «ونظم الشعر المليح وكتب بخطه ما لا يوصف، ورأى من القبول والاحترام ما لا مزيد عليه» [٣] .
_________
[١] لفتة الكبد، لابن الجوزي ص ٢٥١.
[٢] الذيل على طبقات الحنابلة، لابن رجب ٣/ ٤١.
[٣] العبر في خبر من غبر، للذهبي ٤/ ٢٩٧، ٢٩٨.
1 / 18
الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية في عصر ابن الجوزي:
عاش الإمام ابن الجوزي في القرن السادس الهجريّ، والّذي يعد من أهم القرون المؤثرة في الساحة العربية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية، والّذي شهد اضطرابات سياسية واجتماعية وفكرية واسعة النطاق.
فمن الناحية الاجتماعية كانت هناك اضطرابات اجتماعية خطيرة، فقد كان هناك تفاوت في المجتمع من حيث المستوى الاجتماعي، يرجع ذلك إلى اختلاف الدخول، فقد كانت هناك طبقة الأثرياء الذين يمتلكون الأموال الطائلة، بينما هناك من لا يجد قوت يومه، أدى ذلك إلى ظهور طبقة العيارين والشطار، الذين عاثوا في البلاد فسادا، وقد زاد من انتشارهم ضعف السلطة وعدم الاستقرار السياسي.
وقد رأى ابن الجوزي بأم عينه اتساع الفتن الاجتماعية الناجمة من الصراعات الطائفية، ومن غارات البدو والقبائل على الآمنين، وهذه ناتجة من بعض ما أفرزه القلق والفوضى السائدان في القرن السادس الهجريّ الّذي سيطر فيه السلاجقة. وقد حفل كتاب «المنتظم» بأخبار الكثير من الحوادث المؤسفة والخطيرة التي كانت تتعرض إليها بغداد، بلا مبرر سوى الرضوخ الأهوج إلى بعض الرواسب التقليدية، كما كانت بعض المدن العراقية الأخرى عرضة لهجمات بعض القبائل المتمردة على النظام وتجرد قوافل الحجاج من الأموال والمتاع، وتعريض أرواحهم إلى الخطر [١] .
أما الناحية السياسية فقد شهد عصر ابن الجوزي سقوط الدولة الفاطمية سنة ٥٦٧ هـ-، وقيام الدولة الأيوبية وتجديد شباب الخلافة العباسية في عهد الناصر لدين الله.
أما الناحية الاقتصادية فقد كان لسوء توزيع الثروة بين الناس أثره الشديد على تنعم بعض الطبقات بالأموال الطائلة والثروات الكبيرة وحرمان الآخرين، مما أثر على ترابط المجتمع وعدم تماسكه. وعلى الرغم من ذلك فلم يكن هناك توازن بين دخول الناس والضرائب المفروضة عليهم، فقد تعسفت السلطة في جمع الضرائب من الناس على الرغم من سوء الأحوال الاقتصادية.
_________
[١] كتاب المنتظم، دراسة في منهجه وموارده وأهميته، للدكتور حسن عيسى علي الحكيم، ص ٣١.
1 / 19
أما الناحية الفكرية فقد تميز عصر ابن الجوزي بكثرة العلماء والمفكرين، كما اتسع تيار الصوفية الّذي كان له اتجاهان: أحدهما التزهد والبعد عن مباهج الحياة، والآخر الشعوذة والتمسك بالخرافات والأساطير.
وقد كان ابن الجوزي بحكم مذهبه الحنبلي المتشدد معاديا للمذاهب العقلية والفلسفية، مما أدى إلى وجود صراع بينهما.
شيوخ ابن الجوزي:
أخذ ابن الجوزي علومه من كبار علماء بغداد في عصره، وقد جمع شيوخه في «مشيخته» [١] ذكر منهم ستة وثمانين شيخا وثلاث شيخات. نذكر منهم ما يلي، مرتبة أسماؤهم على حروف المعجم:
١- إبراهيم بن دينار النهرواني، أبو حكيم.
كان من العلماء العاملين بالعلم، زاهدا، عابدا، متواضعا، عالما بالفرائض.
تولى المدرسة التي بناها عمرو بن الشمحل بالمأمونية، بعد وفاة شيخه. صنف كتاب «شرح النهاية» ولم يتمه.
قال ابن الجوزي: قرأت عليه القرآن والمذهب والفرائض.
توفي سنة ٥٥٦ هـ-. [٢] .
٢- أحمد بن أحمد المتوكلي.
انفرد ابن الجوزي بالرواية عنه. قال ابن الجوزي: كان سماعه صحيحا، وسمعت منه الحديث، وكتب لي إجازة بخطه فذكر فيها نسبه الذي ذكرته.
توفي في سنة ٥٢١ هـ-. [٣] ٣- أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد البغدادي، أبو العباس، المعروف بالعراقي. نزيل دمشق.
_________
[١] مخطوط بالمكتبة الظاهرية بدمشق.
[٢] انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٢٣٩. والمنتظم، الجزء ١٨ (انظر الفهرست) . والوافي بالوفيات ٥/ ٣٤٧. والمشيخة ق ١٤/ أ.
[٣] المشيخة ١/ ب، ٢/ أ. وذيل طبقات الحنابلة ١/ ٤٠١.
1 / 20
عالم بالقراءات، وسمع الحديث على العديد من العلماء.
توفي في سنة ٥٨٨ هـ-. [١] ٤- أحمد بن عبيد الله بن محمد السلمي، أبو العز، المعروف بابن كادش العكبريّ.
كان محدثا مكثرا، واتهمه بعض العلماء بالخلط. وتوفي في سنة ٥٢٦ هـ-. [٢] ٥- أحمد بن علي بن الحسن بن البناء، أبو غالب، البغدادي. المعروف بمسند العراق ومسند بغداد.
سمع منه ابن الجوزي الحديث، وقال عنه: كان ثقة.
توفي في عام ٥٢٧ هـ-. [٣] ٦- أحمد بن علي بن محمد بن المجلي البزاز، أبو السعود، البغدادي.
سمع منه ابن الجوزي الحديث.
وتوفي في سنة ٥٢٥ هـ-. [٤] ٧- أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي، أبو سعد، البغدادي الأصبهاني.
قال ابن الجوزي: سمعت منه الكثير ورأيت أخلاقه اللطيفة ومحاسنه الجميلة.
توفي في سنة ٥٤٠ هـ-. [٥] ٨- أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الفتح الدينَوَريّ، أبو بكر، البغدادي.
كان من أئمة الحنابلة في بغداد، تفقه وسمع الحديث على جماعة من العلماء، وبرع في الفقه.
توفي في سنة ٥٣٢ هـ-. [٦]
_________
[١] انظر: شذرات الذهب ٤/ ٢٩٢.
[٢] انظر: العبر ٤/ ٦٨. والمنتظم الجزء الثامن عشر (انظر الفهرست) .
[٣] انظر: تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢٨٨. ودول الإسلام ٢/ ٢٨. والعبر ٤/ ٢٧. وعيون التواريخ ١٢/ ٢٧٤.
والمشيخة ٢/ أ.
[٤] انظر: المشيخة ٥/ أ.
[٥] انظر: شذرات الذهب ٤/ ١٢٥. والمشيخة ٤/ أ. ومرآة الجنان ٣/ ٢٧٣. والمنتظم، الجزء الثامن عشر (انظر الفهرست) .
[٦] طبقات المفسرين ١/ ٢٧١. والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد، ٤١٨. والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٩١.
1 / 21
٩- أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي، أبو نصر.
سمع منه ابن الجوزي، وابن ناصر. قال ابن الجوزي: سمعت منه الحديث وأجاز لي جميع رواياته وأنشدني أشعارا حسنة.
توفي في سنة ٥٢٥ هـ-. [١] ١٠- أحمد بن منصور بن أحمد الصوفي، أبو نصر، الهمذاني.
قال ابن الجوزي: كان حسن الصورة، مليح الشيبة، لطيف الخلقة مائلا إلى أهل الحديث والسنة، كثير التهجد.
توفي في سنة ٥٣٦ هـ-. [٢] ١١- إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أبو القاسم.
سمع من شيوخ بغداد ودمشق وغيرهم. قال ابن الجوزي: كان له يقظة ومعرفة بالحديث، وأملى بجامع المنصور زيادة على ثلاثمائة مجلس.
توفي في سنة ٥٣٦ هـ-[٣] .
١٢- إِسْمَاعِيل بن أحمد بن محمود بن دوست، أبو البركات، الصوفي، المعروف بشيخ الشيوخ.
كان جليل القدر مهيبا وقرا مصونا، سمع الحديث على جماعة من العلماء.
توفي في سنة ٥٤١ هـ-[٤] .
١٣- الحسن بن أحمد بن محبوب، أبو علي القزاز.
المتوفى عام ٥٥٠ هـ[٥] .
١٤- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَهَّاب الدباس، البغدادي، أبو عبد الله، المعروف بالبارع.
_________
[١] انظر: العبر ٤/ ٦٤. وعيون التواريخ ١٢/ ٢٢٣. والمشيخة ٥/ ب. وطبقات الشافعية ٦/ ٥٨- ٥٩.
[٢] انظر: المشيخة ١١/ ب. والمنتظم، الجزء الثامن عشر (انظر الفهرست) .
[٣] انظر: المشيخة ٣/ أ. ودول الإسلام ٢/ ٥٥. والكامل لابن الأثير ١١/ ٩٠ والمنتظم، الجزء الثامن عشر (انظر الفهرست) .
[٤] انظر: شذرات الذهب ٤/ ١٢٨. ومرآة الجنان ٣/ ٢٧٤.
[٥] انظر: المشيخة ١١/ ب.
1 / 22
كان فاضلا عارفا باللغة والأدب، وله شعر مليح. سمع منه ابن الجوزي الحديث.
توفي عام ٥٤٣ هـ-[١] .
١٥- زاهر بن طاهر بن أبي عبد الرحمن الشحامي النيسابورىّ، أبو القاسم.
مسند خراسان ونيسابور، كان إماما في الحديث مكثرا عالي الإسناد، صدوقا في الرواية لكنه يخل في الصلوات.
توفي سنة ٥٣٣ هـ-[٢] .
١٦- سعد الله بن محمد بن علي بن أحمدي، البزاز، أبو البركات.
توفي عام ٥٥٧ هـ-[٣] .
١٧- سعد الله بن نصر بن سعيد الدجاجي البغدادي، أبو الحسن.
من أعيان الفقهاء الفضلاء وشيوخ الوعاظ النبلاء، كان لطيف الكلام حلو الإيراد، ملازما للمطالعة. كان يخالط الصوفية ويحضر معهم السماعات.
توفي عام ٥٦٤ هـ-[٤] .
١٨- سعد الخير بن محمد بن سعد المغربي الأندلسي الأنصاري.
كان فقيها عالما متقنا، وكان ثقة صحيح السماع.
توفي سنة ٥٤١ هـ-[٥] .
١٩- سعيد بن أحمد بن الحسن بن عبد الله البناء، أبو القاسم.
كان عالما بالحديث، قرأ عليه ابن الجوزي كثيرا من حديثه.
_________
[١] انظر: المنتظم، الجزء الثامن عشر (انظر الفهرست) . والكامل، لابن الأثير.
[٢] انظر: ميزان الاعتدال ٢/ ٦٤. ولسان الميزان ٢/ ٤٧٠. والمنتظم، الجزء الثامن عشر. والمغني للذهبي ١/ ٢٣٦. والمستفاد للدمياطي ص ٣٤٥.
[٣] انظر: المشيخة ٥/ أ. والمنتظم، الجزء الثامن عشر.
[٤] انظر: المنتظم، الجزء الثامن عشر. وفوات الوفيات ٢/ ٤٦.
[٥] المشيخة ٩/ ب. والمنتظم، الجزء الثامن عشر. العبر للذهبي ٤/ ١١٢- ١١٣. ومرآة الجنان ٣/ ٢٧٤، ٢٧٥. والمستفاد ص ٣٤٨.
1 / 23