64

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Penerbit

دار إحياء التراث القديم

Nombor Edisi

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Tahun Penerbitan

أغسطس سنة ١٩٥٤م

رد المحذوف، فيقول في النسب إلى يد: "يَدْيِيّ" وفي غد: "غَدْوِيّ" والقول قول سيبويه، ألا ترى أن الشاعر لما رد الحرف المحذوف بقّى الحركة التي أحدثها الحذف بحالها قبل الرد١ في قوله: يَدَيانِ بيضاوان عند محلم ... قد يمنعانك أن تضام وتضهدا فتحريكه٢ الدال بعد رد الياء دلالة على صحة ما ذهب إليه سيبويه من تبقية الحركة بعد الرد. قال أبو علي: فإن قيل: فما تصنع بقول الراجز: لا تقلواها وادلواها دلوا ... إن مع اليوم أخاه غدوا ويقول الآخر: وما الناس إلا كالديار وأهلها ... بها يوم حلوها وغَدْوا بلاقع؟ ألا ترى أنه قد٣ رد اللام في غد، وحذف حركة العين؟ فهذا يشهد بصحة قول الأخفش: فالجواب: أن الذي قال: "غدوا" ليس من لغته أن يقول: "غد" فيحذف، بل الذي يقول: "غد" غير الذي يقول٤: "غدوا". وإنما شرحت لك٥ أحكام هذه الأسماء؛ لأن أبا عثمان لم يذكرها في الكتاب، فأردت أن أبينها لما اتصلت بهذا الموضع. "إسكان أوائل الأسماء وإدخال همزة الوصل عليها": ثم نرجع فنقول: إن هذه الأسماء لما أشبهت الأفعال بهذا الحذف٦ والتغيير، أُسكنت أوائلها ودخلتها همزة الوصل.

١ قبل الرد: ساقط من ظ، ش. ٢ ظ، ش: فتحريك. ٣ زادت ظ، ش في هذا الموضع بعد قد، ما يأتي: "ذهب إلى". ٤ ظ، ش: قال. ٥ لك: زيادة من ظ، ش. ٦ ظ: الحرف، وهو خطأ.

1 / 64