318

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Penerbit

دار إحياء التراث القديم

Nombor Edisi

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Tahun Penerbitan

أغسطس سنة ١٩٥٤م

ومن ألفاظ الخبر المراد بها الأمر قوله تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ ١ فهذا في معنى قوله٢: "آمنوا"، ألا تراه أجابه بقوله ﷿: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ﴾ ٣ فهذا معناه: "آمنوا يغفر لكم ذنوبكم"٤، كما تقول: "إن تؤمنوا يغفر لكم ذنوبكم"٥، ولا يكون قوله: "يغفر لكم" جواب٦: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ٧، وإن كان أبو العباس -رحمه الله٨- قد ذهب إليه. قال أبو علي: لأن المغفرة لا تجب بالدلالة إنما تجب بالإيمان. ألا ترى أنه ليس كل من دُل غُفر له، إنما يُغفر لمن آمن، فمعنى: "أكرِمْ به: ما أكرَمَه" قال أبو علي: والباء٩ وما عملت فيه في قولك: "أكرم به" في موضع رفع؛ لأنها مع ما عملت فيه الفاعل، كما تقول "كفى بالله" أي: كفى الله. قال أبو علي: فكأنه قال: "أكرم زيد" أي: صار ذا كرم، كما تقول: "أجرب زيد" أي: صار ذا إبل جربى، و"أنحز" أي: صار ذا إبل بها نُحاز، و"ألهج" أي: صار ذا فصال قد لهجت بالرضاع. قال الشماخ: رعى بأرض الوسمي حتى كأنما ... يرى بسفى البهمى أخلة ملهج فلما كان "أفعل به" في معنى "ما أفعله" صح صحته.

١ من الآية ١١ من سورة الصف ٦١. ٢ قوله: ساقط من ص. ٣ من الآية ١٢ من سورة الصف ٦١، "ويدخلكم جنات" لم يذكر في ظ، ش. ٤، ٥ "ذنوبكم" لم يذكر في ص في الموضعين. ٦ ظ: بجواب. ٧ من الآية ١٠ من سورة الصف ٦١. ٨ ﵀: ساقط من ظ، ش. ٩ ظ، ش: فالباء.

1 / 318