117

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Penerbit

دار إحياء التراث القديم

Nombor Edisi

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Tahun Penerbitan

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وإنما جاءت منه أحرف محصورة نحو: كوكب، ودَدَن١، وستراها في مواضعها، ولا ينبغي أن يقاس عليها، فهذا وجه ثانٍ. فأما أيصر، فقولهم في جمعه: إِصَار، يدل على أن همزته فاء؛ لأنها فاء٢ في إصار، ومثاله: فِعَال. وليس يجوز أن يعترض معترض فيقول: ما تنكر أن الهمزة في إصار بدل من ياء أيصر، على أن تكون الهمزة في أَيْصر زائدة؟ ويشبه هذا بقولهم: إسادة في وِسادة؛ لأن الياء إذا انكسرت لم يجب قلبها همزة. وليس في كلام العرب اسم في أوله ياء مكسورة، إلا قولهم في اليد اليسرى: يِسار بكسر الياء، والأفصح: يَسار بفتحها. وقالوا أيضا في جمع يقظان: يِقاظ، وفي جمع يَعْر وهو الجدي: يِعَرَة، وفي جمع يابس: يِبَاس. وإنما تنكبوا ذلك عندي استثقالا للكسرة في الياء، وليست كالواو التي إذا انضمت هُمزت هربا من الضمة فيها. فلما لم يمكن فيها القلب لم يستجيزوا كسرها أولا. وقد كسرت غير أول نحو: مُغِيل، وأَسْيِرْ به، وأبْيِع به، وأبين به، وهذا مطرد في بابه؛ لأن وسط الكلمة مما تجتمع فيه الواوان، فاجتماع ياء وكسرة أولى. فأما قولهم: يَيْجَل، ويِيْجَل، ونحو ذلك، فإن أصله الفتح، وإنما كُسرت الياء لتنقلب الواو ياء، فالكسر عارض. فأما٣ أَرْطى، فقولهم: مأروط، يدل على أن همزته فاء، وقال لي

١ ظ: ودودن. ٢ فاء: ساقط من ظ، ش. ٣ ظ، ش: وأما.

1 / 117