والسادس: توليد كلام من كلام لفظهما مفترق ومعناهما متفق.
والسابع: توليد معان مستحسنات في ألفاظ مختلفات.
والثامن: مساواة الآخذ المأخوذ منه في الكلام حتى لا يزيد نظام على نظام وإن كان الأول أحق به لأنه ابتدع والثاني أتبع.
والتاسع: مماثله السارق المسروق منه في كلامه بزيادة في المعنى ما هو من تمامه.
والعاشر: رجحان السارق على المسروق منه بزيادة لفظة على لفظ من أخذ عنه.
فهذه وجوه تغفر ذنب سرقته وتدل على فطنته فأما استيفاء اللفظ الطويل في الموجز القليل كقول طرفة:
أرى قَبْرَ نحّامٍ بخيل بمالهِ ... كَقْبرِ غويّ في البطالة مُفْسِدُ
اختصره ابن الزيعري فقال:
والعطَّياتُ خِساسٌ بيننا ... وسواءٌ قَبرُ مُثْرٍ وَمُقِلْ
فَقَدْ شغلَ صدر البيت معنىً، وجاء بيت طرفة في عجز بيتٍ أقصر منه بمعنى لائح ولفظ واضح ومن ذلك قول بشار بن برد:
مَنْ راقَبَ النَّاسَ لمْ يظفر بحاجتهِ ... وفازَ بالطَّيبات الفاتِكُ اللَّهيجُ
1 / 104